دخل مربو الإبل بإقليم كلميم، منذ أول أمس، في وقفات يومية احتجاجا على تغييب الجمل من المشاركة في المهرجان الذي يحمل اسم «أسبوع الجمل»، والذي ينظم هذه السنة في دورته الرابعة تحت شعار «كلميم .. الذاكرة المشرقة والمستقبل الواعد» خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 24 يوليوز الجاري. وفي الوقت الذي يقول فيه المنظمون إنهم يسعون إلى إعادة الاعتبار لدور الجمل، واسترجاع ذاكرة المدينة التي ترتبط تاريخيا ووجدانيا بأول سوق للإبل عبر المد الإفريقي بكل أبعاده الاقتصادية والتاريخية والاجتماعية، قال بيان لجمعية الأنعام للتنمية لمربي الماشية إنه تم تعمد إقصاء مربي الإبل بإقليم كلميم من المشاركة ضمن فعاليات هذه السنة، مع العلم أنهم شاركوا في إحياء جميع النسخ السابقة، وعبّروا في بيان توصلت به «المساء» عن أسفهم على تقاعس السلطة الوصية عن القيام بدورها في البحث عن حلول، معتبرين أن موقفها تميّز بالحياد السلبي، ومتّهمين في اللافتات التي حملوها أثناء الوقفات رئيس جمعية مهرجان كلميم، والمسؤول الأول عن الإقليم بممارسة سياسة الباب المغلق، ومطالبين بالاعتراف بالخطأ والعمل على تقويمه. وانتقد المحتجون هيمنة عروض الفروسية على فقرات المهرجان ابتداء من «الكرنفال» حيث استأثر «الفرس» بفقرات الافتتاح، وكذا مسابقات الفروسية التي يشارك فيها ما يزيد عن 12 فرقة، بخلاف عروض الجمل التي اقتصرت على فرقة وحيدة، وهو ما لم يساهم في ترجمة ما تزخر به المنطقة من تنوع ثقافي، معتبرين أن برامج مهرجان موسم أسرير الأخير تعتبر نموذجا يجب أن يُحتذا في احترام المكونات الثقافية والتعبير عن كينونة المنطقة. واعتبر «خطري أبركان»، رئيس جمعية الأنعام لمربي الماشية بدائرة كلميم، أنه من غير المعقول أن يتم اللجوء إلى إبل «المخزن» لوحدها وتوزيعها على فضاء المهرجان، في حين يتم إقصاء باقي الفاعلين من المشاركة على اختلاف انتماءاتهم القبلية تحت ما يصفه المتحدث ب»التهديد» و»الوعيد» من السلطات المحلية. وفي اتصال أجرته «المساء» مع رئيس جمعية مهرجان كلميم، والذي يرأس في الوقت نفسه بلدية كلميم، رفض عبد الوهاب بلفقيه الإدلاء بأي تعليق على بيان الجمعية المذكورة، وكذا شكاية فعاليات قطاع الصناعة التقليدية بكلميم الذين طالبوا والي الجهة ورئيس البلدية بتجاوز الإقصاء المتكرر والمتعمّد في حقهم، والعمل على تمكينهم من المشاركة لتسويق منتجاتهم. وفي اتصال آخر، أوضح ابراهيم أرجدال، مدير مهرجان كلميم، أنه لا علم له بالوقفة الاحتجاجية وأنه لم يطلع في الوقت الذي اتصلت به «المساء» على دواعي هذه الوقفة، وأضاف « إذا كانت الوقفة تتعلق بعدم إشراك هؤلاء ضمن فعاليات هذه السنة، فإن للجمعية المنظمة الحق في إدراج ما تراه مناسبا ضمن فقرات المهرجان»، ولا يمكن أن نخضع، يضيف المتحدث، لرغبات أي جهة لم تتم برمجة مشاركتها من قبل، معتبرا أنه في كل سنة يتم تدارك بعض النقائص كما حدث مع الفروسية التي تم إعطاؤها هذه السنة الحيز المناسب. وعلى صعيد آخر، تتميز الدورة الرابعة لأسبوع الجمل بتنظيم خيمة الشعر التي من المفترض أن تنطلق مساء أمس، والتي تحتضن أمسية شعرية يشارك في إحيائها شعراء من كلميم وآسا الزاك وطانطان وباقي الأقاليم الجنوبية بحضور الفنانة الموريتانية «ديمي»، والأديب الموريتاني «محمد بنيوك»، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة في فن الطبخ بلحم الجمل وإعداد الشاي. هذا، ويتضمن برنامج السهرات التي تنطلق الليلة مشاركة «نجوم كليميم» و»آيت أورمارك» وفرقة «لشوار» و«أوركسترا لكراعي» ومجموعة «صحراء نايضة» و«الرايس الطاوس الحسين» ومجموعة «شباب الخيمة» ومجموعة «بوراس الخليفة» وفرقة «إنيرن»، فضلا عن مشاركة الفنانات نعيمة سميح ولطيفة رأفت وليلى البراق، وعبد العزيز الستاتي وعبد المغيث والفنان «البيك» ومجموعة «ناس الغيوان» والفنان عبد الرحيم الصويري، إلى جانب الجوق الموسيقي لمصطفى الركراكي.