سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحزب الشعبي ينصب تمثالا لمجرم حرب برتغالي وسط سبتة احتفالا بمرور 600 سنة على استعمارها الجماعة المسلمة بسبتة المحتلة تندد بالخطوة وتعتبرها «إهانة وخيانة للأجداد»
في خطوة استفزازية جديدة، يستعد الحزب الشعبي الإسباني الحاكم في سبتة ل«الاحتفال» بمرور 600 سنة على احتلال هذه المدينة المغربية من طرف البرتغال. وأدان محمد أحمد علي، باسم الجماعة المسلمة بسبتة، خطوة الاحتفال بهذه الذكرى التي اعتبرها «إهانة وقلة احترام في حق مسلمي ومسلمات المدينة»، مشيرا في بلاغ له إلى أن «الاستعمار البرتغالي لسبتة كان رمزا لعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها جواو الأول وابنه هنري الملقب ب«الملاح» في حق أجدادنا باسم المسيحية». وأعرب محمد أحمد علي عن استغرابه هذا «الاحتفال» الذي يسعى إلى تكريم جواو الأول ونصب تمثال له وسط المدينة كرمز للتعايش رغم أن المعني بالأمر «يعتبر بمثابة مجرم حرب وقائد إبادة جماعية.. صادر الأرض واستحيى النساء وذبح الأطفال والشيوخ الأبرياء. «إنها فكرة ضالة أيها السادة ممثلو الحزب الشعبي، والأكثر من ذلك تتجرؤون على طلب دعم وانخراط مسلمي ومسلمات سبتة لإنجاز هذا المشروع المرعب»، يقول محمد أحمد علي بلاغه، قبل أن يضيف: «وإنه لأمر مخز أيضا أن نشهد أشخاصا يفتخرون بانتمائهم إلى إسبانيا ويدعمون التعايش بين الثقافات الأربع ثم يلجؤون إلى محطات وشخصيات تاريخية من أجل إضرام نار الكراهية. إنه، فعلا، لإحساس بالخزي من هؤلاء الأشخاص الذين لطخوا سمعة وشرف هذه المدينة». وتساءل البلاغ قائلا: «هل توالي القرون من الوجود الإسباني في مدينتنا عجز عن إنجاب شخصية سبتية واحدة في مستوى الشريف الإدريسي أو اليهودي يوسف بن عقنين»، معتبرا اختيار مجرم حرب وقائد إبادة جماعية كهنري الملاح رمزا للتعايش، إهانة. وتساءل البلاغ ذاته عن السر في إضفاء الصبغة الدينية على هذا الاحتفال، قبل أن يشير إلى أن الهدف من ذلك هو أن «يكون الضحايا والجلادون والمنتصرون والمنهزمون سواء». واعتبر البلاغ أن مؤسسة 2015 ومؤسسة ملتقى الثقافات 2015 مجرد وجهين لعملة واحدة. لكن المثير في هذا كله، حسب بلاغ الجمعية، هو انضمام بعض الجمعيات التي تزعم تمثيل مسلمي ومسلمات سبتة إلى مبادرة «الاحتفال، وهو الانضمام الذي رأت فيه الجمعية «إثما وعارا تجاه ساكنة هذه المدينة عامة والمسلمين على وجه خاص». واستغربت الجمعية انخراط العربي مطعيس، رئيس الفرع المحلي بسبتة لاتحاد مسلمي إسبانيا، في مباردة هذا «الاحتفال» رغم أن الأخير ما فتئ يفاخر بتمثيل مسلمي المدينة ودون أن يجري أية مشاورات ولو مع المخلصين من المقربين إليه. وانتقد بلاغ الجمعية انخراط كل من الاتحاد الديمقراطي السبتي، الذي يترأسه محمد علي اللماغ، وحزب اليسار الموحد، الذي يترأسه محمد موسى، في مبادرة الاحتفال، معتبرا أن إضفاء هذين الحزبين الشرعية على مؤسسة 2015 هو بمثابة «إهانة واعتداء على مسلمي ومسلمات هذه المدينة، وكذا خيانة لأرواح أجدادنا، وجريمة اعتداء ضد ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا».