أعلن المشاركون في المنتدى العمالي الثالث، الذي نظمه أول السبت الحزب العمالي، باسم الأحزاب اليسارية الستة الباحثة عن التوحد، عن استعدادها لمواجهة أي إخلال «لحزب الهمة بقواعد العمل السياسي»، ومنها «التلاعب بالانتخابات لفائدة حزب صديق الملك». وعبر التهامي الخياري، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، عن مخاوف قوى اليسار من المتغيرات الجارية في الساحة السياسية اليوم، بعد إعلان فؤاد عالي الهمة عن نية حركة لكل الديمقراطيين في التحول إلى حزب سياسي. وقال الخياري: « إننا كقوى اليسار نتخوف من إرجاع الحياة السياسية بالبلاد إلى فترة الستينيات»، في إشارة إلى تشابه حركة لكل الديمقراطيين مع تجربة «الفيديك» على عهد مستشار الملك الراحل الحسن الثاني رضى اكديرة. وأكد الخياري، الذي لم يخف انتقاده ل«حركة فؤاد عالي الهمة»، في هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار: «وحدة اليسار مدخل لإعادة الاعتبار إلى العمل السياسي»، على أن «اليسار وحده هو البديل القادر على التصدي لكل المشاكل المطروحة بالمغرب». وأوضح عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، أن «تخوف قوى اليسار من حركة لكل الديمقراطيين يستمد شرعيته من مغبة عدم التزام الحركة غداة تحولها إلى حزب سياسي بقواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها». وأبرز بنعتيق، في تصريح ل«المساء»، أن «القوى اليسارية المتجهة نحو التوحد، ترى أن عدم التزام حزب الهمة المرتقب بانتخابات نزيهة وحياد تام للسلطة، يعني العودة بالبلاد إلى زمن التزوير والتلاعب في الانتخابات». وشدد بنعتيق على أن وحدة اليسار أضحت اليوم «ضرورة حتمية لإعادة الاعتبار إلى العمل الحزبي والسياسي»، وقال: «إن تحرك قوى اليسار للخروج من الشتات إلى التوحد جاء بغرض تجاوز نكسة 7 شتنبر2007 في المقام الأول». وأقر بنعتيق بأن التأثير المتزايد لحركة لكل الديمقراطيين على الساحة السياسية بالمغرب، ساهم في جعل الحزب العمالي يسجل أهمية اللقاءات للتنسيق بين أحزاب اليسار بغية «وضع اللبنات الفكرية الموحدة للعمل، والبحث عن الآليات لتفعيل هذا العمل، وإيجاد صيغ ومبادرات الفعل المشترك». وذكر نبيل بن عبد الله، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن «اليسار هو من كان سباقا إلى طرح قضايا الحريات وحقوق الإنسان للنقاش بالمغرب، ما جعله يؤدي الثمن غاليا منذ الاستقلال إلى عهد حكومة اليوسفي». ونبه بن عبد الله إلى أن المرحلة تقتضي اليوم «يسارا موحدا قادرا على حل مشاكل المواطنين، مما يعني أننا كقوى يسارية في حاجة في إلى حركية يسارية من شأنها أن تساهم في تحقيق طموحات المجتمع وحل مشاكله». وفي الوقت الذي جرى التأكيد فيه على أن اللجنة المشتركة للأحزاب اليسارية بدأت تشتغل لكي تقدم في نهاية غشت المقبل الوثيقة التي ستشكل أرضية للعمل لتوحيد قوى اليسار»، قال بن عبد الله: «إننا كأحزاب يسارية نشتغل على أرضية مشتركة لإظهار قوة اليسار المغربي»، خلال الانتخابات المقبلة. ويرى الحزب العمالي، من خلال وثيقة وزعها على ضيوفه تحت عنوان «سؤال الهوية»، أن «قضايا الإصلاحات الدستورية والسياسية يجب أن يحظى النقاش بشأنها اليوم الأولوية لدى قوى اليسار، بغرض استيعاب المتغيرات السياسية والثقافية والفكرية للمجتمع المغربي».