أعلنت جمعية «فستيڤال تيفاوين» عن إطلاق النسخة الخامسة من مهرجان تيفاوين (الأضواء)، ابتداء من ال23 من الشهر الجاري إلى غاية ال26 منه، في مدينة تافراوت وجماعة «أملن» القروية، التابعتين معا للنفوذ الترابي لإقليمتزنيت، وسط انتقادات لمستوى البنيات التحتية «المهترئة» في المنطقة. وفي هذا السياق، قال المنتقِدون، في تصريحات متفرقة ومتطابقة ل«المساء»، إن قرية «أملن» لا تستفيد شيئا من المهرجان الذي يقام له ويقعد في المنطقة، باستثناء البهرجة وتحريك عجلة اقتصاد بعض المحلات التجارية المعدودة»، مضيفين أنه «كان على مُنظِّمي هذه التظاهرة الإشعاعية الكبرى أن يلتفتوا إلى الحاجات الملحة لساكنة المنطقة، بدل صرف الملايين في الحفلات الساهرة واللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، واصفين البنيات التحتية في المنطقة ب«المهترئة وغير المشرِّفة»، مؤكدين أن «البنيات التحتية لا تناسب المستوى الذي وصلت إليه سمعة المنطقة داخل الوطن وخارجه»، ومشيرين إلى أن «الوضع التنموي في المنطقة يحتاج إلى مزيد من المراجعة البنيوية، وخاصة على مستوى الطرق والمؤسسات الفندقية والمرافق العمومية المختلفة، علاوة على ضرورة الالتفات إلى السياحة الجبلية وتحسيس الساكنة المحلية بأهمية الاستثمار في هذا المجال وتوظيف المجال في تنمية المنطقة». وتعليقا على الانتقادات المتنامية بخصوص الوضع التنموي في المنطقة، أوضح عبد الله الغازي، رئيس مهرجان «تيفاوين»، أن «المهرجان يسعى إلى تسليط الضوء على المناطق المظلمة في المنطقة، وخاصة في ما يخص البنيات التحتية... فالطريق المحفَّرة، على سبيل المثال، تجسد صورة للمغرب غير النافع، إلا أننا عازمون -يقول الرئيس في الندوة الصحافية المخصصة لإطلاق النسخة الخامسة من المهرجان- على تغيير هذا الوضع في ما يُستقبَل من الأيام»، وأضاف الرئيس قائلا إن «المهرجان تمكن من استقطاب عدد كبير من أبناء المنطقة -90 في المائة من المستشهرين من أبناء المنطقة- الذين وضعوا الثقة في هذا الحدث الثقافي، كما أن الطاقة الإيوائية حاليا تتجاوز 600 سرير، بعد أن كانت ضعيفة جدا في السنوات الماضية»، فيما أكد الإحسيني الحسين، رئيس جمعية «فستيڤال تيفاوين»، أن «المهرجان الحالي مشروع تنموي بامتياز، وقد تمكنا من تثبيت ركائزه في المنطقة، باعتباره رافعة من رافعات التنمية المحلية»، وأضاف الإحسيني قائلا إن «الدورة الخامسة لمهرجان «تيفاوين» تمكنت من المحافظة على مقومات الاستثمار وجاءت في نفس الوقت بمقومات التجديد، وهو ما سيمكنها من تسليط الضوء على الحاجيات الملحة لساكنة المنطقة، بشكل عام». ومن المنتظَر أن تتمحور البرمجة الحالية للدورة حول فضاء القرية في بعدَيْه المجالي والثقافي، عبر المزاوجة بين الجوانب الفنية والرياضية والثقافية والتراثية والجوانب الاجتماعية والتربوية. كما سيتم توظيف الفضاءات العمومية القروية في التعريف بالإنتاجات الفنية المقرَّرة طيلة أيام التظاهرة الفنية الكبرى، زيادة على تنظيم الدورة الثالثة للزواج الجماعي وتخصيص تحفيز مادي للمتفوقين في شُعَب الباكلوريا في منطقة تافراوت، تشجيعا لهم على مواصلة دراستهم الجامعية. كما سيتم تنظيم الدورة الخامسة لأولمبياد «تيفيناغ»، بمشاركة جميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على الصعيد الوطني، فيما سيتم التركيز في «مفاجأة المهرجان» على إبراز مقومات الثقافة الأمازيغية المحلية، بتنظيم أكبر عرض للمطبخ الأمازيغي السوسي، يتم خلاله تسليط الأضواء على فنون الطبخ الأمازيغي وتبيان تنوع أطباقه، زيادة على الأدوات والأواني المطبخية التي تعكس غنى وأصالة المطبخ الأمازيغي. يُذكَر أن الدورة الحالية لمهرجان «تيفاوين» ستعرف أيضا تنظيم الدورة الأولى للجامعة القروية محمد خير الدين، التي ستشكل -حسب المنظمين- فضاء للتلاقي وتعميق التواصل بين النخب الفكرية الأكاديمية والفعاليات الجمعوية والجماعية، في مجالات وثيقة الصلة بالبحث العلمي المرتبطة أساسا بمنطقة تافراوت و»أملن» في إقليمتزنيت.