«السجن المؤبد مع العزل لمدة 5 سنوات والتجريد من حضانة أطفاله الآخرين المقيمين بإيطاليا»، كان هذا منطوق الحكم النهائي الذي تلاه القاضي ماريا زاينا ضد المواطن المغربي المقيم بإيطاليا الكطاوي الدفاني (45 سنة)، لإقدامه على قتل ابنته سناء (18 سنة)، ليؤكد الحكم اتهامات النيابة العامة للجمهورية الإيطالية بأن الجريمة تمت مع سبق الإصرار والترصد، وأنه لم تكن للجاني أي دوافع دينية أو ثقافية كما جاء في مطلب هيئة الدفاع، التي حاولت أن تبرر الجريمة بأنها بدافع ديني. قبل أن يقل إلى السجن المركزي لمدينة لبوردينوني، طلب الكطاوي السماح من زوجته و بناته، و صرح بأنه مازال يحن للقتيلة سناء. حسب معارف وأصدقاء العشيقين –المغربية والإيطالي- كما أوردتها صحيفة «لا ريبوبليكا»، فإن العلاقة بدأت منذ ما يقارب خمسة إلى ستة أشهر بين سناء المغربية و ماسيمو دي يبازيو (31 سنة) الإيطالي، أحد مالكي المطعم الذي كانت تشتغل به القتيلة نادلة، وأن هذه العلاقة تقوت أكثر بذهاب الشابة المغربية من دار العائلة واختيارها العيش مع عشيقها الإيطالي، وهو ما أجج –حسب الأصدقاء- توتر علاقتها بأبيها، الذي كان ضد هذه العلاقة، بل كان لا يتوانى عن تهديد العشيقين، وهو ما قد عمل على تنفيذه بتهجمه عليهما عبر ترصدهما بمنطقة معزولة. وقد حاولت ابنته الفرار منه إلا أنه تداركها في غابة مجاورة ليتركها جثة هامدة، فيما أصاب عشيقها بجروح أثناء محاولته رد الاعتداء عنها. عمدة البلدة، التي تسكن بها عائلة الكطاوي، الذي ينتمي إلى حزب رابطة الشمال المعروف بعدائه للإسلام، استغل الحادث ليؤكد على استحالة التعايش والاندماج. كما صرحت مارا كارفانيا، وزيرة تكافؤ الفرص، أن «الأمر نتيجة حرب بين الأديان، وأن مثل هذه القضايا الخطيرة تفرض علينا أن نتشبث بالنموذج الإيطالي في إعطاء الحرية لأي كان في ممارسة اعتقاداته ما دامت هذه الأخيرة تحترم حقوق الإنسان وحقوق المرأة بالخصوص وقوانين الدولة». ولم تكن حادثة الكطاوي بمعزل عن قضية مهاجر مغربي بمدينة روفيغو بشمال إيطاليا حين قام بضرب ابنته على رأسها، لأنها رفضت الانصياع لأوامره وأرادت الرحيل عن البيت صحبة صديقها الإيطالي، الذي كانت تنوي العيش معه في بيت واحد. الأب، كما جاء في الصحف المحلية، حاول جاهدا إقناع ابنته، بكل الإمكانيات المتاحة له، بالعدول عن ذلك، فجن جنونه في الأخير وجلب عصا وبدأ بضربها بدون وعي على رأسها إلى أن حولها إلى جثة هامدة غارقة في الدماء قبل أن يسلم نفسه لرجال الكاربينيري. هذه القضية وغيرها تبرز الصراع بين الجيلين الأول والثاني للمهاجرين بإيطاليا، خصوصا المسلمين منهم، وفشل الجيل الأول في تلقين الهوية الدينية والثقافية لأبنائهم من الجيل الثاني.