السجن المؤبد مع العزل لمدة سنتين : كان هذا هو الحكم النهائي في حق الكطاوي الدفاني ، المهاجر المغربي الذي قتل ابنته سناء 18 سنة في منتصف شهر شتنبر من العام الماضي، كما طالبت النيابة العامة للجمهورية الإيطالية بعدم إصدار أي تخفيف للحكم لأن الجريمة كانت نتيجة إصرار وترصد ولم تكن للجاني أي دوافع دينية أو ثقافية كما جاء في مطلب هيئة الدفاع التي حاولت أن تبرر الجريمة بأنها بدافع ديني إذ أن الأب قتل ابنته لأنها طالبته بالزواج من شاب إيطالي. وخلال جلسة النطق بالحكم التي أقيمتيوم الاثنين الماضيطلب الجاني السماح من زوجته وبناته وصرح بأنه مازال يحن للقتيلة سناء، في حين كان حاضرا أيضا في القاعة الشاب الإيطالي الذي كان ينوي الزواج من الشابة المغربية والذي تعرض هو أيضا لجرح بليغ حين كان يحاول إنقاذ سناء أثناء ذبحها من قبل أبيها. وقد أكد الحكم ب 32 سنة سجنا، القاضي ماريا زاينا لوجود دوافع خطيرة مثل القرابة بين الجاني ومحاولة القتل في حق الخطيب ماسيمو دبيازو والذي مثل في هذه القضية الحق المدني إلى جانب وزارة تكافؤ الفرص الإيطالية ، جمعية النساء المغربيات بإيطاليا وكذا جهة فريولي فينيسيا والمجموعة الحضرية لبوردينوني المدينة التي تقطنها عائلة الكطاوي. ويمكن للجاني أن يستفيد من تخفيض في الحكم لاختياره الحكم السريع لكن لا يمكنه الأمل في الفحص العقلي الذي طلبته هيئة الدفاع لوجود الدوافع السابق ذكرها. وفي تصريح لسعاد السباعي رئيسة جمعية النساء المغربيات بإيطاليا الممثلة للحق المدني في هذه القضية قالت: " تمنينا للجاني العقوبة القصوى ، وفي هذا الخصوص نشكر العدالة الإيطالية، كما نقول لإخواننا المواطنين، كفى من التطرف و التعصب !، كما نطالب الحكومة أن تأخذ بأيدي الجالية حتى لا تبقى عرضة للمتطرفين الذين يفتون على البسطاء من الجالية بما لا تحمد عقباه، و لا يجب أن نرجح هذه الجريمة إلى الدافع الديني الثقافي لأنه سيزيد الطين بلة و يمرغ سمعة العالم العربي الإسلامي في التراب، فالجريمة واضحة رغم أن من دفع الأب للقيام بجريمته هم بعض الأشخاص من الجالية . بالطبع لا أود أن أحضر في مثل هذه القضايا لكن ما حصل قبل ثلاث سنوات للفتاة الباكستانية هينة سالم التي قتلت في نفس الظروف، دفعني إلى التنديد علنا بما وقع لسناء الكطاوي، و لا يجب أن نتهاون أمام قتل روح بريئة". وجاء الارتياح لهذا الحكم أيضا من لذن حركة المسلمين المعتدلين بإيطاليا و أوروبا عن ممثلهم جمال بوشعيب الذي أكد على ضرورة تحسيس الجالية بخطورة الفكر الجاهلي الذي ينخر جسدها ، إذ بدأت تحدث فيها بعض الجرائم التي لم نكن نتوقعها من قبل لذا فواجب سواء على الحكومة المغربية و كذا السلطات المحلية و العالم الجمعوي و كذا المجتمع المدني ، محاربة تفشي هذه الظاهرة وذلك بإعادة التربية والتثقيف عبر جميع وسائل التواصل .