«أنظر كيف تحولت إلى مرحاض في الهواء الطلق لكلّ من أراد أن يتخلص مما في مثانته أو بطنه»، يصرخ أحد التجار بزنقة طريفة على الواجهة الخلفية لسوق القدس بمدينة وجدة، وهو يشير إلى أحد المتسكعين القاطنين بداخل منزل خرب يتوسط الحي والسوق، في الوقت الذي انسحب أحد المارة بعد أن أفرغ مثانته على أحد الجدران المنهارة للخربة التي تحولت إلى مطرح للأزبال ومرحاض في الهواء الطلق تنبعث منه روائح كريهة تزكم الأنوف وتثير القيء... عبّر مجموعة من السكان والتجار المواجهين للمنزل الخربة أو المجاورين لها عن سخطهم واستيائهم للتجاهل الذي قوبلت به شكايتهم في موضوع المنزل الخربة رغم الظروف الصعبة والعسيرة التي أصبحت تحيط بهم ويشتغلون فيها، بل أضحت سببا في هجرة الزبائن وتقززهم من المشاهد التي يتفرجون عليها رغما عنهم، يكون أبطالها متسكعون ومشردون ومارة وحتى مومسات. تحولت غرف الخربة بعد أن انهارت جدرانها إلى ملجأ للمتسكعين، ليل نهار، يتناولون فيه الخمر ويتعاطون جميع السموم المخدرة من ديليون وديسوليسيون وكحول الحريق، ويجلبون المومسات ويقضون الليل في الصراخ والعويل مما يقلق راحة السكان المجاورين، بل أصبح الوضع يشكل خطرا على كلّ مواطن رماه حظه السيء في الزقاق نتيجة اعتداءات هؤلاء المجرمين، «منذ شهرين تقريبا، تلقى أحد المتسكعين طعنة خطيرة على يد أحد ندمائه دخل على إثرها في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، دون الحديث عن الخصومات والسب والقذف والكلام النابي...». إضافة إلى كلّ هذا يشتكي هؤلاء التجار والسكان من الحشرات التي كثرت جراء تحوّل الخربة إلى مطرح للأزبال ومرحاض عمومي في الهواء الطلق في غياب مجلس بلدي يلزم صاحب المنزل أو مالكه ببنائه أو حمايته بإعادة بناء جدرانه أو بيعه لمن أراد ذلك لمنع الضرر والأذى عن السكان، وإلا قامت المصالح البلدية هي بذلك، وإرغامه على أداء مصاريف الإصلاح مع ذعيرة.