لن يكون أمام حميد شباط، عمدة فاس، سوى بضعة أيام من العطلة بسبب التزامات مرتبطة بمسؤولياته النقابية والحزبية والجماعية. ولن يغادر المغرب للاستفادة من هذه الأيام، لأنه قرر أن يخلد للراحة، لأربعة أيام، بإحدى مدن شمال المغرب. وستكون هذه العطلة بالنسبة إليه فرصة كذلك لعقد لقاءات مع نخبة أهل فاس، ومناقشة المشاريع الكبرى التي تهمها بهدوء، وبعيدا عن حركية الأيام العادية. فيما سيتجه معارضه فريد أمغار إلى منطقة الجنوب في عطلته التي ستمتد ل10 أيام. عطلة عمدة فاس البرنامج الذي سطره شباط لعطلته السنوية سيتأثر بتزامن شهر رمضان مع عطلة الصيف. فزوجته، فاطمة طارق، منشغلة هذه السنة ببرنامج تزويج حوالي 140 من يتيمات فاس في أكبر زواج جماعي بالمغرب، نهاية شهر يوليوز الجاري. وفي بداية شهر رمضان سيكون عليها أن تنتقل كرئيسة لجمعية أوربة للتضامن والعمل الإحساني إلى حي بنسودة، أحد معاقل الاستقلاليين بالمدينة، لتوزيع الإعانات على العائلات المعوزة، ما يعني أن عطلة هذه السنة ستكون، بالنسبة للعائلة، مرتبطة أكثر بإكراهات عمل جمعوي وحزبي ونقابي وجماعي خاص. وعندما يتحدث شباط عن العطلة، يبدي نوعا من الاندهاش بالتجربة الصينية. فقد استغل وفد صيني كان في مهمة بفاس، في الآونة الأخيرة، عطلته للقيام بالمهمة وفي نفس الوقت الاستفادة من العطلة. ويرى العمدة شباط أن ربط العمل بالعطلة، في نفس الآن، يعتبر كذلك من أسرار نجاح التنين الصيني في غزو القارات الخمس، والدخول في منافسة محرجة مع أقوى الاقتصاديات في عالم اليوم. ويبدو أن هذه التجربة قد أثرت فيه. فقد اعتبر وجوده، مؤخرا، في مهمة بجنيف، بمثابة عطلة. وقال إن ما يهم هو أن يغير الإنسان الأجواء وأن يزور مناطق لم يزرها من قبل. وبالرغم من أن شباط يحرص على أن يمضي العطلة في أجواء عائلية، إلا أنه يعتبر بأن العائلات التي لها أطفال صغار هي التي تعاني من الإحراج، أما عندما يكبر الأبناء، فإن الأمر لا يطرح الكثير من الصعوبات، لأن الأبناء لهم كامل الحرية والصلاحية في اختيار توقيت عطلتهم السنوية ومكان اجتيازها. عطلة بنكهة المعارضة ومن جهته، يفضل فريد أمغار، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، قضاء عطلته الصيفية في المغرب. وقد مكنته هذه العادة من اكتشاف عدد من كنوز المغرب وخصوصياته. وبحسب برنامجه، فإنه سيزور هذه السنة، رفقة عائلته، مدينة الداخلة ولمدة عشرة أيام، وذلك بناء على نصيحة بعض من أصدقائه من أن هذه المدينة تعد أحد كنوز المغرب الطبيعية التي تحتاج إلى اكتشاف. وبالرغم من أنه كثيرا ما يتنقل إلى خارج المغرب، في إطار عمله كرجل أعمال، فإنه يتفادى أن يقضي عطلته الصيفية خارج بلده، لأنه لا يحس بالراحة والهدوء إلا في المغرب العميق، كما يقول. وبالنسبة إليه، فإن هذه العطلة التي يعتبرها قصيرة لن تؤثر على التزامه السياسي بصفته رئيسا لفريق حزبه في المجلس الجماعي لفاس، وعضوا في المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة. لكنه يقر بأن أجواء رمضان ستؤثر قليلا على انخراط الآباء بشكل تلقائي وكلي في العطلة مع الأبناء الصغار، «وهذا التأثير سيكون، مع ذلك «محدودا»، يضيف أمغار، الذي يحكي أن العطلة منذ صغره ارتبطت بالبحر وهو في مدينة الحسيمة. كما ارتبطت بخروج جماعي لشبان المنطقة بمعداتهم البسيطة لأيام وأسابيع إلى سواحل البحر، ما مكنهم من ترسيخ المسؤولية عن الذات وتحمل جزء من المسؤولية الجماعية منذ الصغر.