أبقت وزارة الداخلية على نفس درجة التأهب الأمني "العلم البرتقالي" رغم تفكيك مصالحها لشبكة متكونة من 35 شخصا، قالت إنهم كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية في المغرب. وكشف مصدر أمني رفيع المستوى أن أعضاء هذه الخلية المتخصصة في تجنيد المتطوعين لفائدة فرعي تنظيم القاعدة في كل من العراق والجزائر، تم التعرف عليهم بناء على معلومات استخباراتية عربية وغربية تفيد بوجود مغاربة متطوعين بالعراق، منهم من نفذ عمليات انتحارية لفائدة تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين، ومنهم من لم يعجبه الحال وفضل مغادرة العراق. وحسب المصدر ذاته، فإن التحريات التي قامت بها المصالح المختصة بينت لها فيما بعد أن عددا من هؤلاء رجع إلى المغرب بعد أن تلقى تدريبات عسكرية حول كيفية صناعة الأحزمة الناسفة، والبعض الآخر غير وجهته نحو الدول المجاورة للعراق، خاصة سوريا ولبنان وتركيا، هذه الأخيرة -يضيف المصدر ذاته- غدت معبرا سلسا للأشخاص الذين يتم تجنيدهم لفائدة تنظيم القاعدة لعدم اشتراط التأشيرة لدخول هذا البلد. وفور توصل المصالح المختصة بتلك المعلومات، عقب نشر الاستخبارات العسكرية الأمريكية لنتائج بحث حول جنسيات المجندين لفائدة تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين سنة 2007 وورود أسماء كثيرة لمغاربة، تم إصدار مذكرات بحث دولية في حق عدد ممن تم التعرف على هوياتهم، وتكفل بالتنسيق لإنجاز هذه المهمة رجال ياسين المنصوري، وكللت هذه العملية بتوقيف عدد من هؤلاء بكل من سوريا وتركيا ولبنان. في حين مكنت المعلومات التي قدمتها مصالح لادجيد إلى أجهزة الاستخبارات الجزائرية، من توقيف ثلاثة مغاربة بداخل التراب الجزائري كانوا بصدد الالتحاق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده عبد المالك دوركال، والذي كشف في حوار أجرته معه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نشر بداية الأسبوع الجاري، عن وجود عدد من المغاربة ضمن مقاتليه. ومكنت عملية استجواب واستنطاق العناصر، التي تم تسلمها من كل الجزائر وسوريا ولبنان وتركيا، من وضع اليد على خيوط الشبكة التي كانت تقوم باستقطاب وتجنيد المغاربة للالتحاق بتنظيم القاعدة بالعراق، حيث تبين -يضيف المصدر الأمني- أن هذه الشبكة كانت تنشط بعدد من المدن المغربية كفاس والعرائش والرباط والدار البيضاء ووجدة وتطوان وعين تاوجطيت وقرية السخينات نواحي فاس. وحسب العناصر الأولية التي خلص إليها المحققون، فإن عناصر هذه الشبكة كانت توفر للراغبين في التوجه إلى العراق الدعم المالي واللوجستيكي، بما فيها تذكرة السفر إلى تركيا، المعبر الآمن للدخول إلى العراق.ولم تكشف التحقيقات التي أجريت مع هؤلاء الموقوفين عن طبيعة الأهداف التي كانوا يودون استهدافها أو طبيعة الأعمال التي كانوا يودون القيام بها في المغرب.