أقدم المئات من سكان قيادة «أبادو»، جماعة «أيت عادل»، التابعة لإقليمالحوز في جهة مراكش -تانسيفت –الحوز، على تنظيم مسيرة سلمية، مشيا على الأقدام، في اتجاه العاصمة الرباط، احتجاجا على إعادة انتخاب رئيس الجماعة، بعد صدور حكم قضائي بإعادة الانتخابات الخاصة برئاسة مجلس الجماعة. ولم يتقبل سكان الجماعة الفقيرة إعادة انتخاب الرئيس الذي قام ثلاثة مستشارين ينتمون إلى المعارضة بالطعن في نجاحه أمام القضاء، نظرا إلى عدم أهليته وعدم توفره على شهادة مدرسية تؤهله إلى منصب الرئيس، حسب ما تستلزم ذلك مقتضيات المادة 28 من الميثاق الجماعي 78-00. وأوضحت مصادر من عين المكان، في اتصال مع «المساء»، أن المسيرة التي ضمت نساء ورجالا وشبابا، انطلاقا مساء يوم الجمعة الماضي، من أمام مقر الجماعة حيث تمت عملية انتخاب الرئيس للمرة الثانية على التوالي، في الوقت الذي كان يتوقع الجميع إزاحة الرئيس «المغضوب عليه» من قِبَل السكان وانتخاب أحد المرشحين الذي ينتمون إلى المعارضة. وقد زاد من حالة الاستنفار الأمني الذي كان يتتبع خطى السكان عن بعد، دخول المتظاهرين داخل التراب المحلي التابع لإقليمقلعة السراغنة، في اتجاه العاصمة الرباط وبالضبط صوب وزارة الداخلية، للاحتجاج عليها، يؤكد مصدر «المساء». وقد تدخل أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع أيت أورير، في المسيرة، للحفاظ على سلميتها وتأطيرها، خوفا من سيادة الغضب على المحتجين وانقلاب المسيرة السلمية إلى «ثورة غضب» يمكن أن تنتهي إلى ما لا تُحمَد عقباه، قبل أن يدخل عامل عمالة إقليمالحوز على الخط ويقوم بإقناع المتظاهرين بالعودة إلى دوارهم وفتح حوار حول بعض المشاكل الاجتماعية المرتبطة ببعض الحاجيات الضرورية والمرافق الأساسية للمواطنين، والاتفاق على تعميق النقاش في ما يخص انتخاب الرئيس لاحقا، «نظرا إلى عدم وضوح الحكم القضائي وازدياد التأويل فيه»، على حد قول مصدر «المساء» القريب جدا من الملف. وتعرف جهة مراكش -تانسيفت -الحوز ازدياد درجات الاحتقان الاجتماعي وتصاعد وتيرة الحركات الاحتجاجية على الأوضاع الاجتماعية وسياسة السلطات المحلية تجاه بعض القضايا المرتبطة بالمواطنين، إذ سبق لمنطقة «أوريكا» أن عرفت مواجهات عنيفة بين سكان منطقة «بوتبيرة»، التابعة لجماعة أوريكا، وبين القوات العمومية أسفرت عن إصابات في صفوف رجال الدرك والمواطنين واعتقال العشرات من المحتجين على قرار السلطات المحلية القاضي بهدم منازلهم، في الوقت الذي سبق لدوار «إيكوت»، التابع لجماعة «تامصلوحت»، نواحي المدينة الحمراء، أن عرف مواجهات بين سكان الدوار ورجال الدرك، بعد إقدام السلطات على هدم منازلهم، في إطار محاربة البناء العشوائي.