اعتصم أعضاء مجلس جماعة سعادة التابعة لجهة مراكش تانسيفت الحوز، يوم الثلاثاء الأخير، بمقر الجماعة مباشرة بعد انتهاء أشغال الدورة العادية لشهر يوليوز، احتجاجا على عدم تزويد ساكنة دواري أبو عائشة وتازكورت بالماء الصالح للشرب. وندد المعتصمون المنتمون إلى الأغلبية والمعارضة بمجلس جماعة سعادة بتلويت مياه آبارهم من لدن شركة منجمية، حسب قولهم. واستند المحتجون ال21 الذين غاب عنهم رئيس الجماعة، بعد أن قدموا إليه ملتمس رفع دورة المجلس للاعتصام، حسب إفادة المستشار عبد النبي حربوشي، في اتصال مع «المساء»، لإثبات عدم صلاحية مياه البئر المزودة لساكنة المنطقة، على اختبار أجراه التقني والعامل بمصلحة التجهيزات والأنشطة المتنقلة التابعة للمندوبية الجهوية لوزارة الصحة لجهة مراكش تانسيفت الحوز، أحمد رفيق بتاريخ 15 غشت 2008، الذي قام بأخذ عينتين من ماء البئر، واحدة من البئر مباشرة، والأخرى من الصهريج، بعد إخضاعهما للمعالجة بمادة الكلور وإرسالهما إلى المعهد الوطني للصحة بالرباط، تبين بعد إجراء التحليلات عليهما، حسب وثيقة طبية موقعة بإمضاء المدير الجهوي لوزارة الصحة بالجهة حصلت «المساء» على نسخة منها، أن هذا الماء «غير صالح للشرب، نظرا لتوفره على نسبة عالية من مادة ثالث أوكسيد الأزوط (النيترات) التي تفوق النسبة المسموح بها والمشار إليها في المعيار المغربي رقم 001 .7. 03الخاص بالماء الشروب، استنادا إلى رسالة وجهها المدير الجهوي لوزارة الصحة لجهة مراكش تانسيفت الحوز إلى كل من والي جهة مراكش تانسيفت الحوز ورئيس جماعة سعادة دائرة لوداية مراكش، التي تؤكد المادة 50 من الميثاق الجماعي بأنه مسؤول عن صحة الساكنة. وكشفت مصادر من عين المكان أن حالات مرض الكلي بدأت تظهر بشكل جلي لدى أفراد المنطقة إضافة إلى أمراض جلدية أخرى. وهدد أعضاء المجلس الذين حملوا قنينات ماء فارغة، بتصعيد مستوى احتجاجهم، بتنظيم مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، رفقة حوالي 4000 آلاف نسمة من السكان المتضررين، في حالة عدم إيجاد حل عاجل لمشكل المياه الذي ستزيد حرارة مراكش وصيام رمضان من تفاقمه. وأوضح المستشار الجماعي عبد النبي حربوشي أن ست سنوات من المعاناة لم تحرك في المعنيين بالملف أي حس للتحرك لحل الملف، مشيرا إلى أن دورات المجلس الجماعي السابق تطرقت للموضوع عدة مرات دون الوصول إلى أي حل يذكر. وتوقع حربوشي، وهو أحد المعتصمين، بحدوث كارثة بشرية وبيئية خلال شهر رمضان، الذي تزامن هذه السنة مع فصل الصيف الحار. من جهته اعتبر بوبكر بنبقال، أحد سكان دوار تازكورت، أن الوضع البيئي بالمنطقة «مؤسف جدا»، مؤكدا أن ال15 يوما المقبلة ستحدد الخطوات التي سيقدم عليها السكان لحل هذا الملف. وذهب أحمد الطالبي، رئيس جماعة سعادة إلى التأكيد على أن الموضوع قريب من الحل بعد شروع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في القيام بدراسة للموضوع، مضيفا أن الجماعة تعمل على فتح بئر بالدوارين وهي في طور البحث عن الأرض التي سيتم حفر البئر فيها، خاتما كلامه بالقول «الأمر أصبح مسألة وقت».