قادت التحريات الأمنية، التي باشرتها عناصر فرقة مكافحة المخدرات، التابعة للفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بالرباط، بشأن وفاة طالب، يقطن بحي الطائرات في المدينة نفسها، بعد تناوله مادة سامة، إلى اعتقال العديد من الأشخاص، بينهم شاب سبق له أن التحق بكتيبة المشاة التابعة للجيش الهولندي، حيث يواجهون تهما تتعلق بالانتماء إلى شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات الصلبة والاتجار فيها، وتقديم مادة سامة نتجت عنها وفاة، وإقامة علاقة جنسية غير شرعية. وكشفت مصادر «المساء» أن الأبحاث، التي انطلقت مباشرة بعدما لفظ «س ب»، 20 سنة، أنفاسه الأخيرة في التاسع والعشرين من شهر ماي المنصرم بقسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي ابن سينا في العاصمة الرباط، أكدت أن الهالك، قبل وفاته بيوم، تناول كمية كبيرة من الأقراص المخدرة المعروفة باسم «إكستازي»، في ليلة ساهرة قضاها رفقة أصدقائه بفيلا توجد في شاطئ مدينة بوزنيقة. وبناء على ما أفضى إليه التشريح الطبي، الذي أشار إلى أن الطالب توفي نتيجة تناوله لمواد سامة، كثفت أجهزة الأمن تحقيقاتها وتمكنت، إثر بحث معمق ودقيق جدا، من إيقاف الظنين «ص.أ»، وهو طالب يقطن بمدينة القنيطرة، اتهمه بعض المعتقلين على ذمة هذه القضية بالوقوف وراء تزويد رفاق الضحية بهاته المادة المخدرة. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن التحقيق الأولي مع المتهم «ص.أ»، الذي يتابع دراسته بأحد المعاهد العليا للدراسات في الإعلاميات، قاد إلى الكشف عن أسماء أخرى، تنحدر هي أيضا من القنيطرة، اتهمها المحققون الأمنيون، التابعون لأمن الرباط، بالتورط في تجارة المخدرات الصلبة، حيث جرى الترصد لها واعتقالها جميعا، وبينها المتهم «ح.ك» وكذا المتهم «ه.ج»، 30 سنة، المزداد بهولندا، الذي اعترف، حسب ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، بأنه يتزود بالمادة المخدرة إكستازي إما عن طريق مواطن إسباني، يدعى بيدرو، أو يعمل على استيرادها من هولندا حيث يقطن ابن خاله «ع.ب»، والذي صدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني، باعتباره، حسب المحاضر المنجزة في هذه القضية، أحد مزودي المتهم المذكور الرئيسيين بهذه الأقراص التي يقوم بتهريبها إلى المغرب، بعدما يعمد إلى حشو أنابيب آلات الغسيل والتصبين بكمية كبيرة منها، ثم يرسلها إلى من يعنيهم الأمر عبر حافلات النقل الدولي المتوجهة إلى العاصمة. ومن المنتظر أن يُعرض الأظناء، غدا الثلاثاء، على قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا، من أجل التحقيق معهم، في سياق التحقيق الإعدادي، واستنطاقهم، وإجراء المواجهات بين أطراف القضية.