ما هي الأهداف المتوخاة من لقاء اليونيسف الثالث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي سينعقد في مراكش أيام 28 و29 و30 يونيو الجاري؟ الهدف الرئيسي هو التقديم الرسمي للتقرير الذي أعده المكتب الجهوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لليونيسف حول المنظومة التعليمية بالمغرب، والتقرير يحمل عنوان «مدرسة الاحترام: الإصلاح والمشاركة والابتكار في نظام التعليم بالمغرب»، وسيتحدث هذا التقرير عن حجم الإنجازات التي قام بها المغرب والتحديات التي توفر الخلفية الضرورية التي استندت عليها جميع المبادرات الحالية، التي ترمي إلى الرفع من جودة التعليم في إطار المخطط الاستعجالي الذي أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، لجعل المنظومة التعليمية في موعد مع التنمية باعتبار التعليم «مفتاح التنمية». وتدخل هذه المبادرة في إطار برنامج التعاون بين الحكومة المغربية واليونيسف والتي يوجد العديد منها حاليا في طور التعميم من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي في إطار البرنامج الاستعجالي 2009/2012، ويسعى هذا البرنامج إلى الإسراع في تطبيق الميثاق الوطني للتعليم، الذي تمّ اعتماده سنة 1999 لوضع التعليم في طليعة أولويات التطور في المغرب. هل التقرير سيشكل أرضية لإعادة النظر في المنظومة التعليمية وفي ما تحقق وفي ما، يجب أن يتحقق، أم أنه مجرد حصيلة وتعداد لما تحقق في هذا المجال؟ التقرير سيشكل أرضية لمواجهة التحديات، لأننا نهدف من خلاله إلى معرفة كيفية التعامل مع عملية تطوير وتنمية النظام التعليمي الحديث مع استحضار الموروث من الإصلاحات التي تم وضعها بدءا من الاستقلال، وبما أن التقرير سيذكر بالإنجازات التي تحققت والعوائق التي تعيق تجربة الإصلاح، فإن هذا يعني وضع اليد على مكامن الخلل لتجاوز الهفوات، وهو ما سيدعم تحقيق الهدف الأسمى من اللقاء والذي ترغب فيه جميع الجهات الفاعلة في المنظومة التعليمية، وهو تعميم تعليم ذي جودة نوعية ليشمل جميع الفئات العمرية والطبقية حتى يصل إلى آخر النقط الجغرافية بالمغرب، وللتفكير في أنجع السبل والوسائل للدفاع عن حق كل طفل في تعليم جيد.
ما هو تقييمكم لنظام التربية والتعليم في المغرب؟ النظام التعليمي في المغرب لا يختلف عن النظام التعليمي بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، غير أن المغرب اختير كمثال للتجارب الناجحة التي تم تطويرها في مجال التعليم الجيد. فالمغرب خاض حوارا غير مسبوق حول التعليم بداية الألفية الثالثة وجعله من الأولويات. ويعتبر هذا اللقاء وجها من أوجه إرادة المغرب التي تسير في اتجاه الرفع من مستوى التعليم، حيث ستحضر فعاليات عربية وغربية ومن جنوب إفريقيا، لأننا نعيش المشاكل نفسها، كما أننا نتقاسم التجارب والإصلاحات، والتي قد يستفيد منها قطاع التعليم المغربي.
مريم سكيكة - المكلفة بمشروع التربية بمكتب اليونيسف بالمغرب