يشهد العالم العربي فورةً شبابيةًً لم يسبق لها مثيل، فأكثر من نصف سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 24 عاماً، حسب ما نبّهت إليه منظمة اليونيسف التي أكدت أنّ الأمر يتعلق بثروة واعدة. وأوضحت المنظمة في تقرير إعلامي صادر عنها؛ أنّ كلاً من النمو القوي في معدل الخصوبة، الذي بلغت ذروته نسبة 3 في المائة سنوياً في الثمانينيات من العقد الماضي، وانخفاض معدل وفيات الرضع والأطفال؛ قد ساهما في نمو هذا الاتجاه. وقد صرحت سيغريد كاج، مدير اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (العالم العربي)، قائلة تمثل هذه الظاهرة الديمغرافية ثروةً محتملة من الموارد البشرية للمنطقة، شريطة أن تتّخذ الدول المعنية الاستراتيجيات والسياسات الصحيحة، وأن تُخصّص الموارد التي هي في حاجة شديدة إليها . وأضافت كاج يجب علينا الآن أن نحقق الفائدة القصوى من هذه الفرصة السانحة ، كما قالت. ويُتوقّع أن تبلغ الحصة الكلية للشباب من سكان العالم العربي ذروتها لتصل إلى 100 مليون نسمة مع حلول عام 2035، ومن ثم تأخذ هذه الذروة في التراجع بعد ذلك، حسب تقديرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة. ويوجد في المنطقة، في الوقت الراهن، واحد من كل خمسة أشخاص يتراوح عمره بين 15 و24 عاماً، وفقاً لتصنيف الأممالمتحدة لفئة اليافعين والشباب. وقالت اليونيسف في هذا الصدد إنّ الفورة الشبابية ما زالت بحاجة إلى ترجمة إلى مكاسب بشرية ومادية واقتصادية مهمة، ذات دلالة إحصائية لليافعين والشباب أو للمنطقة كلها. ولفتت المنظمة الانتباه إلى أنّ العالم العربي يشهد معدلات بطالة مرتفعة جداً، وأنّ اليافعين والشباب في المنطقة يشكّلون نصف عدد العاطلين عن العمل فيها، وأنّ الفرص المهنية المتوافرة للإناث في المنطقة تتدنى حتى إلى مستوى أقل من الفرص المتاحة للذكور . وحذّرت المنظمة من أنّ البطالة تجعل اليافعين والشباب ضعفاء معرضين لمجوعة متنوعة من المخاطر والتهديدات، تتراوح بين الفقر والسلوكيات الخطرة، كما تتراوح بين فقدانهم لاحترام الذات في ظروف وحالات معيّنة؛ وبين اللجوء إلى التطرف في العنف ، معتبرة أنّ هذا ما يؤكد أهمية استحداث رابط بين نظام التعليم ومتطلبات سوق العمل.