أكدت منظمة العمل الدولية أن معدل بطالة الساكنة النشيطة بالمغرب ارتفع ب 2,2 في المائة خلال الفصل الثالث من السنة الماضية؛ مقارنة مع نفس الفترة من سنة ,2007 وانتقل عدد العاطلين من مليون و89 ألف عاطل، إلى مليون و123 ألف فرد. وأشار التقرير الصادر حديثا، إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 9,9 في المائة خلال الفصل الثالث من السنة الماضية، مقارنة مع 9,7 خلال نفس الفترة من سنة ,2007 وهو ما يعني أن نسبة الارتفاع وصلت إلى 0,2 في المائة، ويعتبر المغرب من بين الدول التي عرفت ارتفاعا في معدل البطالة، إذ عرفت هذه النسبة تأرجحا خلال الفصول الثلاث من السنة الماضية. وفي تعليقه على هذه الأرقام، أكد محمد ياوحي أستاذ الاقتصاد الجامعي أن سوق الشغل بالمغرب مرتبط بالقطاع الفلاحي، الذي يسهم في الناتج الداخلي الخام، إلا أن هذا القطاع يعرف بطالة مقنعة، تمتاز بالموسمية وضعف الإنتاجية. وحسب المصدر ذاته؛ فإن قطاع الشغل بالمغرب يتسم بهيمنة القطاع غير مهيكل (التهريب والباعة المتجولين...) الذي لا يسهم في التنمية بسبب عدم دفع الضرائب، والعاملون به لا يستفيدون من التغطية الصحية. وعلى صعيد آخر؛ أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن نسبة البطالة بين سنتي 2006 و,2007 عرفت ارتفاعا، منتقلة من مليون و62 ألف عاطل إلى مليون و92 ألفا، لتتراجع النسبة إلى مليون و78 ألف عاطل خلال سنة .2008 وقد انحصر التراجع الذي ميز السنة الماضية في المدن، فيما عرف عدد العاطلين في الوسط القروي زيادة تقدر ب 11 ألف عاطل. وحسب المصدر ذاته، فإن نصف العاطلين لم يسبق لهم العمل، والظاهرة تمس أساسا فئة الرجال والوسط الحضري ، إذ إن 72,7 في المائة من العاطلين عن العمل هم رجال، ويوجد ثمانية عاطلين من عشرة في الوسط الحضري، وهو ما يمثل81,1 في المائة، كما أن الساكنة النشيطة التي توجد في حالة عطالة هي فئة شابة، إذ إن 39,2 في المائة من العاطلين لهم أقل من 25 سنة، والمتراوحة أعمارهم ما بين 25 و34 سنة تشكل أكبر نسبة للبطالة في المغرب؛ بمعدل 42 في المائة من العدد الإجمالي للعاطلين. وأكد ياوحي أن فرص الشغل بالمغرب قليلة في الظرفية الحالية مقارنة مع السنوات السابقة، وهو ما يفسر أن نصف عدد العاطلين لم يسبق لهم العمل، مشيرا إلى خطورة ارتفاع هذه الظاهرة وسط الشباب، وإمكانية تحول هذه القوة العاملة إلى قوة عكسية. وحسب المصدر ذاته، فإن تداعيات الأزمة المالية العالمية على المغرب ستؤثر على واقع سوق الشغل عبر فقدان البعض منها، إذ إن تضرر كل من السياحة والصناعة التقليدية ستؤدي إلى تضرر سوق الشغل. ووفق تقرير منظمة العمل، فإن نسبة الساكنة النشيطة بالمغرب عرفت ارتفاعا خلال السنة الماضية ب1,2 في المائة مقارنة مع سنة .2007 وفيما يتعلق بارتفاع أسعار الاستهلاك، فقد أكد التقرير أنه عرف ارتفاعا بلغ 9,3 في المائة السنة الماضية بعدما سجل 2 في المائة سنة ,2007 وبلغت هذه النسبة 4 في المائة خلال الشهر الأول من السنة الحالية.