« جميل أن يكرم الفنان وهو لا يزال على قيد الحياة» هكذا قال المخرج عبد الكريم الدرقاوي شقيق المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي الذي أطلق اسمه أمس الأربعاء على شارع وسط مدينة مارتيل، وذلك في إطار فعاليات مهرجان مارتيل السينمائي. ويضيف: «أخي مصطفى سعيد جدا بهذا التكريم وكل الفنانين الذين يوجدون معنا يقاسمونه الفرح لأنهم يشعرون بأن في تكريمه تكريما لهم هم أيضا». الشارع الذي أصبح يحمل اسم المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي هو شارع يقع قرب الكنيسة الإسبانية بمدينة مارتيل الشمالية السياحية الصغيرة، حيث قال محمد أشبون، رئيس المجلس البلدي بمارتيل، عند تدشين شارع مصطفى الدقاوي: «اخترنا هذا الشارع بالذات لأنه المكان الذي كان يجتمع فيه المغاربة والإسبان لعقود وعقود، وليس أفضل من هذا المكان لكي يكرمه مهرجان يهتم بالسينما الإسبانية واللاتينية». أما أيوب البغدادي، مدير مهرجان مارتيل للفيلم القصير والوثائقي للمغرب وإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، الذي يعيش هذه السنة دورته الثامنة، ورئيس النادي السينمائي بمارتيل الذي يسهر على تنظيم هذا المهرجان فقال ل«المساء»: «إذا كنا هذه السنة نكرم المخرج سعد الشرايبي فإننا في السنة الماضية كرمنا المخرج مصطفى الدرقاوي، على مجمل أعماله القيمة وتضامنا معه في أزمته الصحية، حينذاك، أي السنة الماضية، تلقينا وعدا من رئيس المجلس البلدي بإطلاق اسم مصطفى الدرقاوي على أحد شوارع مدينة مارتيل، وها قد وفى مجلس المدينة بالوعد». وقد حضر تدشين شارع مصطفى الدرقاوي بمدينة مارتيل عدد من الفنانين المغاربة والأجانب من ضيوف المهرجان، مثل محمد بسطاوي وبشرى إيجورك وفؤاد سويبة وسعد الشرايبي ومحمد الجم، إلى جانب المعني بالأمر مصطفى الدرقاوي وأخيه عبد الكريم الدرقاوي وعدد من النقاد السينمائيين والمسؤولين المحليين. ويمتد مهرجان مارتيل السينمائي خلال الفترة ما بين 17 و 22 من الشهر الجاري، حيث يتضمن مسابقة للأفلام القصيرة وأخرى للأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى تكريمه المخرج المغربي سعد الشرايبي، حيث عرض في الافتتاح فيلمه الجديد الإسلام يا سلام، يكرم أيضا الممثل الإسباني البرتو غونزاليس ماتيو والمخرج الكولومبي فيكتور غافاريا، كما يكرم المهرجان السينما الكولومبية، وسيعرض أيضا فيلم الحال للمخرج أحمد المعنوني. ولد مصطفى الدرقاوي عام 1944 بوجدة ودرس السينما بالدار البيضاء وباريس وبولونيا وله عدد من الأفلام السينمائية نذكر منها «أيام بلا دلالة» و«أيام شهرزاد الجميلة» و«عنوان مؤقت» وهو الفيلم الذي تعرض للمنع في عهد وزير الداخلية الراحل إدريس البصري... ليعرف مساره منعطفا نوعيا حينما هجر سينما المؤلف التي كان شغوفا بها إلى سينما الجمهور، فقدم أفلاما لقيت نجاحا في القاعات السينمائية مثل «غراميات الحاج المختار الصولدي» وفيلم «كازا باي نايت» ثم «كازا داي لايت» كما قدم عددا من الأعمال للتلفزيون. وقد كان آخر تكريم تلقاه مصطفى الدرقاوي السنة الماضية في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، عندما صعد الخشبة هو وليوناردو ديكابريو لتسلم درع التكريم.