يعرض، منذ أول أمس، الأربعاء 3 فبراير الجاري، الفيلم السينمائي "وليدات كازا"، للمخرج عبد الكريم الدرقاوي، بست قاعات سينمائية بالمملكة.وكشف الدرقاوي أن الفيلم، الذي جرى عرضه، في إطار فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، لقي إقبالا كبيرا من قبل المهتمين بالحقل السينمائي المغربي، وكذا الجمهور، الذي تابع الفيلم بشغف، مشيرا إلى أنه ترك انطباعا إيجابيا لدى الحضور. وتابع الدرقاوي قائلا إن حضور الجمهور والمهتمين لمشاهدة الفيلم، وإعجابهم به، أفضل تتويج. وقال الدرقاوي في تصريح ل "المغربية"، إن الصحافة المختصة في مجال السينما أكدت أن الفيلم سيلقى إقبالا كبيرا، إذ سيعرض لأكثر من ثلاثة أسابيع في القاعات السينمائية، مبرزا أنه حاول في العمل أن يجمع بين جيل الرواد، والجيل الجديد، حتى يعطي للفيلم سحرا خاصا، إذ جسد الأدوار الأساسية في الفيلم مصطفى الزعري، وعبد الرزاق الزروالي، وأحمد بولان، إلى جانب نخبة من الممثلين الشباب، منهم المطرب حاتم إدار، الذي يلعب شخصية أحد أبناء مدينة الدارالبيضاء، الذي يسافر في رحلة فنية تقوده إلى مجموعة من دول العالم، من بينها لبنان، حيث سيشارك في برنامج "سوبر ستار" العرب، إضافة إلى ليلى الحديوي، التي تؤدي دور البطولة، من خلال تجسيدها دور عميدة شرطة، ما أعطى للشريط نكهة خاصة. وأضاف قائلا "أحرص على جمع جيلين من الممثلين، لأن جيل الرواد يشكل قيمة راسخة، كما أرغب في اكتشاف وجوه فنية صاعدة تعطى لها فرصة المشاركة والظهور في الأعمال الفنية. كما أنه ليست المرة الأولى التي أجمع فيها بين الجيلين، إذ أن معظم أعمالي، نجد فيها مزيجا من الممثلين المحترفين والناشئين، كي تعطى حظوظ المشاركة للكل". وبعد مشاركته في الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تحتضن العروض الأولي لفيلم "وليدات كازا" كل من: الدارالبيضاء (ميغاراما ولانكس)، ومراكش (ميغاراما وكوليزي)، وطنجة (روكسي)، والرباط (رويال). وتدور أحداث فيلم "وليدات كازا"، الذي صور كاملا بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، حول طالب حاصل على شهادة عليا في التسويق والتسيير، يعود إلى المغرب لإدارة مقاولة والده، فيصطدم بعقليات لا تؤمن سوى بمنطق الربح والخسارة، سواء داخل المقاولة، التي يديرها أو في محيطه الخارجي. واختار الدرقاوي الدارالبيضاء لتصوير أحداث فيلمه الجديد، لما تتوفر عليه من خصائص ثقافية ومعمارية، تميزها عن غيرها من باقي المدن المغربية. وبخصوص النزاع، الذي وصل إلى القضاء بين عبد الكريم الدرقاوي والسيناريست نور الدين وحيد، حول الفيلم نفسه، أكد الدرقاوي أن العديد من أصدقاء الطرفين، حاولوا إصلاح ذات البين بينهما، إلا أن نور الدين وحيد رفض الصلح، مبرزا أنه ليس لديه أي تعليق حول النزاع، والكلمة للقضاء، الذي سيقول كلمته، خلال الأيام القليلة المقبلة. وعن تقييمه للساحة السينمائية المغربية، أكد المخرج المغربي أنها بخير، وتشهد تطورا ملموسا سنة بعد سنة، مشيرا إلى أن إنتاج الأفلام السينمائية وصل في السنوات الأخيرة إلى عدد مهم، إذ يتراوح بين 10 و15 فيلم سنويا، ما يبشر بأن الميدان السينمائي يعرف قفزة إيجابية، مقارنة مع بعض بلدان المغرب العربي وحتى الشرق الأوسط، موضحا أن الأفلام المغربية أصبحت تحصد جوائز قيمة في مهرجانات وطنية وعربية. ويعتبر "وليدات كازا" رابع أفلام عبد الكريم الدرقاوي السينمائية، وهو أحد السينمائيين المغاربة الكبار، الذي بدأ مساره السينمائي سنة 1964 كمصور إلى جانب شقيقه مصطفى الدرقاوي، قبل أن يتلقى تكوينه في بولونيا. شارك في عدة أفلام ناجحة، إما كمصور، أو مساعد، أو مخرج، ضمنها "رماد الزريبة"، و"حلاق درب الفقراء"، و"الحال"، و"حب في الدارالبيضاء"، و"زنقة القاهرة"، وغيرها. كما شارك كممثل في أزيد من 30 دور، في الأشرطة مغربية، من "عرائس من قصب"، و"كابوس"، و"جنة الفقراء"، و"طيف نزار"...، وأخرج عددا من الأعمال الدرامية لفائدة القناتين الأولى والثانية.