اسمه متدوال في عالم المال والأعمال، سواء في مجال الإشهار مع وكالة شمس أو في القروض الصغرى مع جمعية زاكورة. قرر سنة 2007 أن يرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات، والآن يقوم بدراسة حصيلة طموحاته.. . - كنت وراء مجموعة من المبادرات(كلمة، زاكورة، 2007 دابا). هل أنت بحاجة إلى إظهار أنك تتمتع بدرجة من الذكاء فوق المعتاد؟ < لا علاقة لهذا بذاك. عندما تغيب عني الأفكار، تنتابني حالة من الملل وأنكفئ على نفسي وهذا ما أنقذني في مراحل مختلفة من حياتي لأنني كنت دوما ثائرا. الفضل في هذا يعود إلى والدتي التي كانت تثور ضد المعتقدات الثقافية الشعبية. أنا أشبه والدتي في كوني لا أقبل الأحكام المسبقة والتعامل مع سطحيي التفكير. أنا في ثورة مستمرة ضد مجموعة من التجاوزات. - كيف تمكنت في هذه الحالة من الحفاظ على مشاريعك بل وتطويرها بشكل جيد؟ < أنا أؤمن بقيمة العمل وبقوة الصراحة والصدق. أحب أن أقول بشكل مباشر وبلا مواربة ما أفكر فيه كيفما كان السياق وكيفما كان الشخص الذي يقف أمامي. أحترم الآخر ولا أستصغره أبدا لكن إذا اختلفنا أخبره بموقفي. إذا كان اللون أسود، فلا داعي إلى اللعب على التقاربات الرمادية، وإذا ما بدأت باللعب، سيكون ذلك ظاهرا. - يبدو أن هذه الصراحة هي التي يفضلها فيك محمد السادس. يقال إنك كنت من القلائل الذين عبروا له صراحة عن رفض بعض الأمور، هل هذا صحيح؟ < لن أجيبك عن السؤال. سأقول لك شيئا واحدا: يحتاج كل زعيم دولة إلى الحقيقة لكي يحكم. من المهم وضع أسس الصراحة والوضوح في التعامل والابتعاد عن الغموض. - هل يشكل المقربون من الملك الآن خطرا على الملكية؟ < إن استغلال هذا الأمر هو بمثابة سلاح الضعفاء الذين لا هدف لهم. إنهم يضرون ببلدهم وبالشخص الذي يعتقدون أنهم يخدمونه. رئيس الدولة ليس بحاجة إلى حاشية ومقربين. أصبح الناس يخشون الآن التعبير عما يفكرون فيه وينتظرون إشارة ما. هذا هو واقع الأحزاب السياسية مثلا، لكننا الآن في حقبة أخرى، فالملك محمد السادس لم يعد يرسل الإشارات. - لنتوسع أكثر في هذا الموضوع. ألا تجد أن محمد السادس مازال لا يريد القطيعة مع دائرة المقربين؟ < لكل نظام سياسي نقاط قوة ونقاط ضعف، لكن هناك دائما رموز يتم تمريرها. في المغرب، يوجد الملك فوق الجميع. لا أؤمن بالقداسة بل بمحبة الآخرين. لا أحد، مثلا، يجبر الناس على تقبيل يد الملك ولا يجب تبرير تمرير الرسائل الرسمية بذلك الشكل. يمكننا التواصل باحترام مع رئيس الدولة دون المرور بذلك البروتوكول، لكننا لن نختلف مع من يختار هذا التوجه. الفرق الكبير اليوم هو أن لدينا الحرية للقيام بذلك عكس ما كان عليه الوضع في السابق. أن تحب ملكك لا يعني أن تكون منافقا، لقد اختلف طراز الملكية.. يعود محمد السادس لتفقد المشاريع التي أطلقها ويعاقب على التأخير والهفوات. ما الذي يمنع الوزير الأول وأعضاء الحكومة من التفاعل مع المواطنين؟ عندما يقوم بهذا محمد السادس فذلك جزء من طبيعة شخصيته، إنه قريب من الشعب. - هل ذلك هو ما منع أي تقارب مع الحسن الثاني؟ < لا أعرف، لكن في عهد الحسن الثاني كان على الجميع القبول بوجهة نظر الحسن الثاني. لم يسد الحب بقدرما ساد الخوف. تغيرت الأمور الآن وأصبح الاحترام حقيقيا ومازال هناك عمل جبار ينتظرنا. في عهد الحسن الثاني لم يكن أحد قادرا على التعبير عن رأيه وتم إقبار كل المبادرات فيما سطع نجم المغاربة في الخارج. - كنت في عهد الحسن الثاني اسما كبيرا في عالم الإشهار ومدير مجموعة صحفية وفاعلا جمعويا، ألم يفكر يوما في استرجاعك؟ < لقد التقيته مرتين. المناسبة الأولى كانت في إطار أشغال اللجنة الوطنية للتربية والتكوين التي اخترت المشاركة فيها بمحض إرادتي بعد أن اتصل بي عبد العزيز مزيان بلفقيه وأقنعني بذلك. إنه في الحقيقة شخص رائع ويعمل دون أن يظهر ذلك. اختارني لأنني لم أكن منتميا لأي حزب وأثبتت له أنني حريص على الحفاظ على هذه الحرية. لقائي الثاني بالعاهل الراحل كان على هامش انعقاد جلسات التشغيل. - ماذا قال لك؟ وماهو الانطباع الذي تركه داخلك؟ < لم تكن لي الجرأة لأقول ما دار بيننا عندما كان على قيد الحياة ولن أقولها اليوم. من السهل جدا أن تتحدث عن شخص رحل عن الدنيا. الذين ذاقوا مرارة السجن هم من توفرت لهم الشجاعة ليعترفوا بالعديد من الأشياء، وبعضهم دفع حياته ثمنا لذلك. ترجمة سعاد رودي