اختار محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد، الساعات الأخيرة قبل انطلاق المؤتمر الثامن للحزب في بوزنيقة ليلعب آخر أوراقه. لقد أقدم على دفع وزير التشغيل جمال أغماني إلى الترشح لقيادة الحزب وإعداد لائحة خاصة به، أعلن عنها صباح أمس ساعات قليلة قبل افتتاح المؤتمر. وقال أغماني ل«المساء» إن ما يميز لائحته هو أنها تضم «وجوها جديدة لم يسبق لها أن تحملت مسؤولية في المكتب السياسي». ورفض أغماني الكشف عن وجوه لائحته، قائلا «مازالت هناك مشاورات لتشكيلها»، وأضاف: «المهم هو أن الأسماء التي ستضمها اللائحة تتجاوب مع متطلبات التطور الديمقراطي». وعلمت «المساء» أن أغماني استعمل رسائل SMS لإخبار عدد من الاتحاديين بعزمه الترشح، وأنه مدعوم بقوة من الكاتب الأول المستقيل محمد اليازغي. وحول تأخره في الإعلان عن لائحته، قال ل«المساء» إن «العديد من الاتحاديين لم يجدوا أنفسهم في اللوائح المرشحة، فقرروا تشكيل لائحة، بالإضافة إلى أن المجلس الوطني لم يصادق إلا مؤخرا عن قانون اللائحة». وحول مدى استعداده لتقديم استقالته في حالة انتخابه قال: «هذا أمر سابق لأوانه وسيطرح في حال فوز اللائحة». مصدر مطلع من اللجنة التحضيرية للمؤتمر قال ل«المساء»: «ترشيح أغماني المعروف بقربه من اليازغي ليس الهدف منه الوصول إلى القيادة التي أصبحت داخل مثلث الراضي وولعلو والمالكي، بل الهدف منه تشتيت أصوات المؤتمرين وتفويت فرصة وصول أحد المرشحين الثلاثة إلى نسبة 30 % من الأصوات». وعن الغرض من وراء هذا التشتيت، قال ذات المصدر، الذي رفض ذكر اسمه: «اليازغي ومن بقي معه لا يرغبون في وجود قيادة قوية للاتحاد في المستقبل، ويريدون كاتبا أول ضعيفا ومقيدا بمكتب سياسي غير متجانس». وفي السياق ذاته، راجت أخبار قوية حول استعداد إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي، لتقديم لائحته خلال المؤتمر. وفي اتصال مع «المساء»، رفض لشكر تأكيد هذه الأخبار، واكتفى بالقول: «المؤتمر لم ينعقد بعد»، وهو ما يفهم منه أنه يترك الباب مفتوحا لإمكانية ترشيحه. وهكذا فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد اللوائح إلى 5. من جهة أخرى، علمت «المساء» أن المنافسة ستكون أقوى بين فتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي، خاصة وأن لعبة إخفاء أسماء لائحة كل مرشح قد تحمل مفاجآت كبيرة في المؤتمر الذي مازال مفتوحا على ترشيحات أخرى ولوائح عدة. كواليس المؤتمر الثامن للاتحاد عبد الرحمان اليوسفي الكاتب الأول السابق لن يحضر المؤتمر الوطني الثامن للحزب رغم توجيه الدعوة إليه من قبل اللجنة التحضيرية لأنه موجود في فرنسا إلى جانب زوجته المريضة. أصوات من المكتب السياسي تدخلت لدى اللجنة التحضيرية لتسليم رئاسة الجلسة الافتتاحية إلى اليازغي في محاولة لرد الاعتبار إليه. جهة سوس ماسة درعة تحظى بالعدد الأكبر من المؤتمرين في المؤتمر الثامن تليها مراكش ثم البيضاء. وبهذا تكون الخارطة السياسية للاتحاد قد تغيرت ولهذا قد تحمل مفاجآت كبيرة بعد نهاية المؤتمر. يجتمع 1356 مؤتمرا في بوزنيقة لمدة 3 أيام لانتخاب الكاتب الأول القادم والمكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب. وهذا العدد أقل بحوالي النصف من مؤتمري المؤتمر السابق