نصب عشرات الأشخاص في «امحاميد الغزلان» خياما أمام قيادة المنطقة، منذ الخميس الماضي، للمطالبة بإطلاق سراح ناشط حقوقي من أبناء المنطقة، وتتخلل الاعتصام وقفات احتجاجية تندد باعتقال الدكتور العباس السباعي. وطالب المحتجون بإطلاق سراح المعتقل «السياسي»، مرددين شعارات سياسية تندد بالاعتقال السياسي في المغرب، كما نادوا برفع التهميش والإقصاء عن منطقتهم، والذي لازمها منذ سنوات طويلة. واعتقل الناشط السياسي والحقوقي، في نهاية الأسبوع قبل الماضي، في أحد فنادق العاصمة الاقتصادية، بناء على مذكرة بحث صدرت في حقه، حيث أودع السجن المحلي في ورزازات. وأكد حليم السباعي، شقيق المعتقَل، ل«المساء» أن اعتقال شقيقه، وهو دكتور متخصص في الجراحة، جاء أساسا على خلفية مطالبته الملحة برفع الإقصاء عن منطقة «امحاميد الغزلان»، بالإضافة إلى طرحه المستمر موضوعَ تهريب المخدرات وسرقة الإبل التي تحركها شخصيات نافذة في إقليم زاكورة أو أنها طرف فاعل ضمن شبكة لتهريب المخدرات وسرقة الإبل في منطقة «امحاميد الغزلان»، على الحدود المغربية -الجزائرية. وأضاف المصدر نفسه أن متابعة شقيقه قضائيا من قبل محكمة الاستئناف في ورزازات، بتهمة «إهانة رجال القضاء أثناء جلسة عمومية وإهانة موظفين وقوات عمومية» هو تبرير «غير صحيح». ويدخل المعتقل العباس السباعي في إضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقاله وعلى الغموض الذي يلف هذا الاعتقال، والذي يرتبط بملف مضت على وقائعه أكثر من أربع سنوات وتم فيه الإفراج عنه، حسب تصريح شقيقه، خاصة أنه سبق أن تعرض للاعتقال بتاريخ 2 فبراير 2006 من طرف عناصر الدرك الملكي وأصدرت هيئة المحكمة الابتدائية في زاكورة في حقه حكما بستة أشهر حبسا نافذا وتم تخفيضها إلى ثلاثة أشهر في الاستئناف. وبعد دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام دام 39 يوما وتنظيم وقفات احتجاجية، انتقلت تداعياتها إلى عواصم عالمية وتضامنت معه جمعيات حقوقية ووطنية، طالبت بالإفراج عنه، وهو ما أسفر عن إطلاق سراحه بتاريخ 10 مارس 2006، قبل أن ينهي المدة المحكوم بها عليه في السجن المدني لورزازات. وأضاف المصدر نفسه أن اعتقال العباس السباعي ربما هو من أجل إتمام المدة المحكوم بها بها عليه هيئة محكمة الاستئناف في ورزازات، التي صدرت في فبراير 2006، وتفعيل الحكم النهائي للمجلس الأعلى للقضاء في الرباط، والذي قضى بتثبيت الحكم الاستئنافي الذي بموجبه تعرض العباس السباعي للتوقيف والاعتقال، يوم 11 يونيو الحالي في الدارالبيضاء، حيث مثُل، صباح الأحد قبل الماضي، أمام النيابة العامة في محكمة الاستئناف في ورزازات. يُذكَر أن العباس السباعي من مواليد 1955 في «امحاميد الغزلان» وهو يحمل الجنسية السويسرية، متزوج وله ابنان يتراوح عمرهما ما بين 15 و16 سنة، وظل لمدة 12 سنة يزاول مهمته في الطب العام في سويسرا، قبل أن يقرر الاستقرار في منطقته ويسهر على مشاريعه السياحية فيها.