طالبت الجماهير الحاشدة، التي شاركت في «مسيرة الغضب»، التي دعت إليها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في القنيطرة، أول أمس، باستقالة حكومة عباس الفاسي، واصفةً إياها ب«الحكومة الفاشلة» وغير القادرة على تحقيق انتظارات وطموحات الشعب المغربي. وصب المتظاهرون جام غضبهم على الحكومة ورددوا شعاراتٍ مناوئةً لوزرائها، نال الوزير الأول عباس الفاسي النصيبَ الأكبر منها، حيث شكل محور أغلب الهتافات المعبَّر عنها في هذا الصدد، من قبيل شعار «حكومة الفاسي.. خْلاتني نْقاسي» و«حكومة الفاسي.. الفسادْ والمآسي» و«لا لا هادْ الشي ماشي معقول.. والحكومة خصها مسؤولْ».. معتبرين أن الحكومة الحالية شبيهة بالحكومات السابقة، التي وصفوها ب«المشلولة» والمعتمدة في سياستها على أسلوب المناورة والغش في الحوارات الاجتماعية. وحذر المشاركون في هذه المسيرة، التي عرفت إنزالا أمنيا كثيفا، من خطورة الاستمرار في تجاهل المَطالب الاجتماعية والسياسية لعموم المواطنين، مشددين في الوقت نفسه، على ضرورة القيام بالإصلاحات السياسية وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة، الكفيلة بإفراز مؤسسات ذات مصداقية، تكون خاضعة للمراقبة والمحاسبة الشعبية، لأنها أصبحت ضرورة وطنية واجتماعية، حسب ما جاء في كلمة مصطفى الهيقي، الكاتب المحلي للنقابة، التي ألقاها بالمناسبة. وتعالت أصوات المتظاهرين، بينهم فاعلون سياسيون وحقوقيون وطلبة وعمال، منددة بالتلاعب بقضايا الطبقة العاملة والمس بكرامتها وإفراغ الحوار من مضمونه والانفراد بالقرارات. كما شجبت الزيادات المهولة في الأسعار وضرب القدرة الشرائية للأجراء، واصفين البرلمان المغربي بعديم الجدوى، والعاجز عن القيام بالصلاحيات الملقاة على عاتقه.