أنقذ معطلون ماء وجه الطبقة الشغيلة في الاستعراض العمالي، الذي نظم أول أمس السبت بالرباط، بمناسبة الاحتفالات بعيد الشغل، عندما نزلوا بثقلهم إلى الشوارع للاحتجاج على تدبير الحكومة للملف الاجتماعي، الذي يعد، بالنسبة لها، أولى انتظارات الشعب المغربي. وسرقت مجموعات المعطلين، فئة الأطر العليا (الرابطة الوطنية، والصمود، والشعلة، والنضال، وتنسيقية 2 غشت، والتجمع المغربي..)، أنظار النقابيين والمتتبعين، بعدما "خفتت" قوة النقابات في تحريك الرأي العام. وضاعفت مختلف تشكيلات قوات الأمن من تعبئتها لمحاصرة مشاركة مجموعات المعطلين المتمرسة على الاحتجاج، و"مواجهات الشوارع مع الأمن"، مخافة خروج احتجاجها على الخط الأحمر لاحتفالات العمال بعيد الشغل. وعقب مهرجانات خطابية لعدد من المركزيات النقابية، انطلقت "مسيرات غضب" لمختلف الأطياف النقابية، ليتحول شارع محمد الخامس بالرباط إلى منصة مفتوحة لمهاجمة حكومة عباس الفاسي ب "أشبع النعوث"، فضلا عن مواجهتها ب "أثقل التهم" في تدبيرها للملف الاجتماعي. وتوحدت نقابات وهيئات حقوقية ومدنية، في اتهام الحكومة ب "الخضوع للباطرونا" المشبعة مواقفها، وفق وصف أصوات الاحتجاج، بتوجهات "الإمبريالية المتوحشة"، على حساب حقوق ومطالب الطبقات المسحوقة من الشعب. واختار مشاركون في مسيرات "غضب شعبي"، حمل لافتات، وحدتها لغة المطالبة بتحسين أوضاع الطبقة الشغيلة بالمغرب، وعكست حجم "سخط الطبقات المقهورة"، التي ترى قواعد واسعة منها، بأن الحكومة تحكم بأصواتهم الانتخابية والاقتصاد يحرك بسواعدهم، والكرامة تخاصم حياتهم حين رددوا شعارا قالوا فيه "من علامات الهزيمة.. البراكة في العاصمة". وأخرجت هذه الاحتفالات العمالية، "دراكيلا" للاحتجاج في صفوف الطبقة العاملة، حين وضع عمال على وجوهم قناع "مصاص الدماء"، بعدما كتبوا على صدورهم عبارة "هذا هو الوجه الحقيقي للحكومة"، في وقت رفع آخرون أعلاما حمراء وأخرى برتقالية، فيما رفع أطفال صور "رمز الثورة الخالد تشي غيفارا". وقال مصطفى شطاطبي، الكاتب الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح ل " المغربية"، "حكومة هذه السنة تناور ولا تحاور، وبالتالي هي حكومة غير مسؤولة، بدليل خروجها في عدد من المناسبات بقرارات انفرادية". وأضاف شطاطبي، الذي اعتبر أن تحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية للطبقة الشغيلة، ومراجعة منظومة الترقي وإقرار الترقية الاستثنائية ضمن أولى مطالب نقابته، أن الحكومة والنقابات فشلت في مأسسة الحوار الاجتماعي. وأعلن شطاطبي عزم الفرع المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظيم مسيرة محلية في 9 ماي الجاري بالرباط، وفقا للقرار الذي سبق أن اتخذه المجلس الوطني للكنفدرالية، في 17 أبريل، القاضي بتنظيم مسيرات محلية، احتجاجا على "تلكؤ" الحكومة في الاستجابة للملفات المطلبية للطبقة الشغيلة. ودعا علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إلى إضراب، يوم 13 ماي المقبل، بعدما طالب بإرساء مجتمع أكثر عدلا وإنصافا للجميع، يضمن جميع الحقوق للطبقة الشغيلة. وتأتي هذه الدعوة، حسب علي لطفي، بغرض دفع الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها الاجتماعية بتحقيق مطالب المأجورين المشروعة، كاحترام الحرية النقابية، وفتح تحقيق حول ملفات فساد في تعاضدية التعليم..". وتميزت المسيرات العمالية لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بمشاركة لافتة لمناضلين حقوقيين كعبد الحميد أمين، ومناضلين ب "أمنستي المغرب"، وللمرأة العاملة التي نددت بما وصفتها شعاراتها ب "الاستغلال"، الذي تعيشه داخل الوسط المهن، مطالبة بإخراج قانون يجرم العنف بجميع أشكاله، ويحقق المساواة والإنصاف في مجال العمل. ووجهت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المقربة من حزب العدالة والتنمية المعارض، 15 مطلبا إلى الحكومة بدأتها بوقف الإجراءات الانتقامية بحق عدد من مناضليها، وختمتها بالدعوة إلى مواصلة النضال من أجل حقوق الطبقة الشغيلة.