في سياق "الهستيريا" التي تعيشها مجموعات الأطر العليا المعطلة بالرباط، مع قرب إعلان حكومة عباس الفاسي عن نسبة 10% من المناصب المخصصة للمعطلين حاملي دبلومات السلك الثالث والدكتوراه، أنجز أعضاء الإتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة شكلا متميزا على مستوى النضال النوعي، وذلك للخروج من روتينية الوقفات الاعتيادية أمام مبنى البرلمان، حيث عرف شارع محمد الخامس بالعاصمة المغربية مسيرة "زرقاء" عبارة عن صف ممتد في شكل ثنائي، حمل خلالها الأطر لافتات تعبر بصدق عن مشاعر الانتظار؛ وهي اللافتات التي حملت كلمة واحدة بلغات متعددة تقول: ننتظر !! ON ATTEND !! WERE WAITING!! المشهد رغم بساطة فكرته، حقق نسبة عالية من المتابعة من طرف مرتادي الشارع الرئيسي في الرباط ومن طرف باقي المجموعات المعطلة، إذ لم يفت البعض من المشاهدين للحدث التقاط صور انطلاقا من هواتفهم المحمولة، وذلك في مشهد آسر. إلى ذلك، أكد المنسق الإعلامي للإتحاد الوطني - هشام بنلحسن - أن الغاية من وراء هذا الشكل النضالي هو تنبيه المسؤولين الحكوميين إلى ضرورة الإسراع بإعلان المناصب المخصصة للأطر المعطلة. يذكر أن لقاء ثلاثيا كان قد جمع مسؤولي مجموعات المعطلين وممثلي السلطات المحلية لولاية الرباط ومستشار الوزير الأول عبد السلام البكاري الذي أكد على أن نسبة 10% من المناصب هي قائمة ومخصصة للأطر العليا المعطلة، كما أكد أن العدد المخصص لهذه السنة هو "مهم واستثنائي" وأن الوزير الأول نفسه يؤكد على ضرورة التعاطي مع هذا الملف بكل جدية. وقد بدأت بعض الوزارات – في إطار التضامن الحكومي - تستجيب، حيث من المنتظر أن يتم الإعلان رسميا عن العدد المخصص للمعطلين في غضون الأيام المقبلة. ويحسب لحكومة عباس الفاسي أنها قامت بتوظيف أكثر من 2400 معطل من حاملي الشواهد العليا خلال السنتين الماضيتين وهو ما جعل عبد السلام البكاري، وهو المحاور الأساسي مع المجموعات المعطلة، يبدو متفائلا بكون هذه السنة أيضا ستشهد امتصاصا لنسبة بطالة الأطر العليا وفق " خطة تدبيرية " تراعي حساسية الملف واجتماعية أوضاع المعطلين، مستغربا في الوقت نفسه التظاهر بالشارع العام رغم وجود بوادر للحل...وهو ما حدث فعلا، حيث خفض المعطلون -بعد هذا اللقاء- من وتيرة النزول للشارع ومن الاصطدام بقوات الأمن العمومي، مكتفين بالحضور وفتح نقاشات وجموع عامة في المقر التاريخي للإتحاد المغربي للشغل الذي يحتضن حركة الأطر العليا المعطلة منذ نهاية سنوات التسعينيات. جدير بالذكر أن حركة الأطر العليا تضم ما يزيد عن الألفين معطل ينضوون في مجموعات تزيد عن العشرين. [email protected] mailto:[email protected]