تنتهي سنة 2009 والمغرب ما يزال يعيش حالة الاستثناء المرة حيث حاملو الدكتوراه ودبلومات السلك الثالث يعانون حالة العطالة، وهي الحالة التي جعلت الإتحاد الوطني للأطر العليا المعطلة "يبتكر" شكلا نضاليا من نوع خاص، حيث شهد شارع محمد الخامس عشية الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة 2010 مسيرة سلمية لمعطلي الإتحاد رفعوا خلالها لافتة: كل عام ونحن معطلون. وقد أثار هذا الشكل النضالي المتميز رواد الشارع المحاذي للبرلمان المغربي حيث توجهت مسيرة المعطلين. وتابع جمهور من المرتادين للشارع الشكل الدائري الذي اتخذته الأطر تعبيرا عن التضامن والتكافل الذي يسكن في دواخل المعطلين. وفي اتصال مع الكاتب العام للإتحاد الوطني، أكد عبد الواحد البيديري أن أنفلونزا العطالة التي تصيب خيرة الشباب المغربي الحاصل على الشواهد العليا، جعلت صدريات معطلي الإتحاد " تتشح" بشعار شبح العطالة، ضدا على ما صار يعرف في الأوساط العالمية بشبح أنفلونزا الخنازير التي ما تزال تحصد المزيد من الضحايا، فيحين أن الشبح الحقيقي هو ذاك الذي يستهدف هذه الفئة من أبناء المجتمع المغربي، وهي الأنفلونزا/ الشبح التي لا توليها حكومة الفاسي الاهتمام اللازم قصد حلها أو على الأقل التخفيف من حدتها. وما يزال ملف عطالة الأطر العليا بالمغرب يحتل واجهة الأحداث السياسية والاجتماعية، حيث يشهد الشارع الرئيسي لمجلسي النواب والمستشارين مسيرات يومية للمعطلين قصد المطالبة بالشغل، والتعجيل بتسوية ملف مجموعات عانت لأكثر من سنتين من فيروس العطالة. يذكر بأن حكومة عباس الفاسي أبدت استعدادا غير مسبوق في تاريخ الحكومات السابقة بأن تعمل على تخصيص نسبة قارة - %10 - من مناصب الشغل للمعطلين حاملي الشواهد العليا، وهي النسبة التي يطالب المعطلون بالتسريع بتفعيلها خاصة بعد المصادقة على القانون المالي لسنة 2010 من طرف البرلمان، وهو القانون الذي جاء بحوالي 24000 منصب شغل. فهل تبتدئ سنة 2010 بانتهاء أزمة المعطلين، أم أن شبح العطالة سيستمر ..؟ [email protected] mailto:[email protected]