سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختتام فترة امتحانات الباكالوريا وسط استياء من استفحال ظاهرتي العنف والغش مترشحو الأولى باكالوريا في جهة الشاوية ورديغة وأدلوا برأيهم في الجهوية ورهانات التنمية
اختُتِمت، أمس الاثنين، دورة يونيو العادية الخاصة بالامتحانات الوطنية والجهوية لنيل شهادة الباكالوريا، وسط استياء كبير من استفحال ظاهرتي العنف والغش وعجز المسؤولين على سلك الطرق الأنجع للتصدي لهما، مخلفة ككل موسم دراسي ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لنظام الامتحانات الذي أحدث سنة 2002، في إطار الميثاق الوطني للتربية والتعليم والذي تأكد فشله، وتعددت نواقصه بين الاستقرار في النتائج واعتماده على الامتحانات الإشهادية فقط واعتباره مسلكا للتقويم الجزائي، الذي لا يخدم الثقة المفروض أن تسود بين المترشحين وأسرهم، من جهة، وبين المسؤولين عن وضع الامتحانات، من جهة أخرى. نظام الامتحانات لم يفرز نظام الامتحانات الحالي أي تقدم في نِسب النجاح، رغم الدعم اللاأخلاقي (الدوباج) الذي يتلقاه بالتغاضي عن ظاهرة الغش المستفحلة، ولم يفرز أي جديد في طريقة تدبير فترة إنجاز الامتحانات. فبينما يستمر الشغب والغش (النقلة) داخل الامتحانات، وتستمر عمليات تعنيف المراقبين داخل فصول الدراسة من طرف المترشحين المشاغبين، وأمام أبواب المؤسسات التعليمية من طرف أهلهم وأقاربهم، تستمر عمليات انتقاد الأسئلة المطروحة في بعض الاختبارات الوطنية والجهوية، كما تستمر معاناة الإداريين العاملين في مراكز الامتحانات، بسبب كثرة الشعب واختلافها، وقلة الموارد البشرية اللازمة لعمليات الفرز والتصفيف والتوزيع. ويبقى المدرسون المراقبون، أبرز ضحايا نظام الامتحانات الحالي، بين مطرقة الضمير وسندان المحيط، الذي يسعى إلى تغليب المصالح الشخصية على حساب كل القوانين والأخلاقيات. فحسب تصريحات متفرقة للعديد من المترشحين وأفراد من أسرهم، فإن بعض مواضيع الامتحانات الوطنية والجهوية لنيل شهادة الباكالوريا، لم تكن في مستوى تطلعات المترشحين وأفراد أسرهم الذين انتقدوا نوعيتها وطبيعتها ومدى علاقتها بالمواد المدرسة. وإذا كان مترشحو شعبة الفيزياء والكيمياء في السنة الثانية باكلوريا وجدوا صعوبة في الرد على أسئلة مادتهم الرئيسية (الفيزياء والكيمياء)، التي تم وضعها على ست صفحات، فإن المترشحين العلميين والتقنيين في السنة الأولى باكالوريا أكدوا أنهم وجدوا أنفسهم مطالبين بالخوض في موضوع (الجهوية والتنمية المستديمة) في مادة اللغة العربية في جهة الشاوية ورديغة، ومطالبين باستخراج وتحليل نص حمل عنوان «الجهوية ورهانات التنمية»، للكاتب محمد أديب السلاوي مقتطف من كتابه «أي جهوية لمغرب القرن الواحد والعشرين»، وملزَمين بمناقشة موقف الأحزاب السياسية المغربية من الجهوية وتعزيزه برأيهم الشخصي حول الجهوية. فيما اختار المسؤولون عن امتحان اللغة الفرنسية أن يكون موحدا بالنسبة إلى جميع شعب الأولى باكالوريا، مدة الإنجاز المخصص له ساعتان، مع اختلاف المعاملات حسب الشعب الأدبية والتقنية والعلمية، علما بأن عدد ساعات التدريس الأسبوعية لمادة اللغة الفرنسية وأهمية المادة تختلف من شعبة إلى أخرى، وهو ما جعل نوعية الشعبة تؤثر على مردود كل مترشح في هذا الامتحان. إصرار على الغش ولعل ما أثار ويثير القلق في نتائج امتحانات الباكالوريا ومستوى المترشحين لنيل هذه الشهادة، التي بدأ إشعاعها يتقلص داخل المنظومة التربوية الدولية، الإصرار الكبير لمعظم المترشحين وأسرهم على ظاهرة الغش التي أصبحت عرفا قائما، في ظل غياب قوانين زجرية صارمة، وأصبح مفروضا على المراقب أن يكون سخيا في حراسته، حاملا لشعار «عين ميكا»، أو أن يكون مشاركا في الإجابة على بعض أسئلة الامتحان، أو أن يمدهم ببعض الإيحاءات المحيلة على للجواب، وإلا فإنه سينال غضب المترشحين وأسرهم... «كيف داز الامتحان»؟... «واش زيروكم ولا رخفوا عليكم»؟... سؤالان لا ثالث لهما ظلت ترددهما ألسنة أهل وأقارب المترشحين لامتحانات الباكالوريا، الذين اعتادوا التجمهر أمام أبواب المؤسسات التعليمية، التي استعملت كمراكز لإجراء اختبارات دورة يونيو العادية، وهما السؤالان اللذان من خلالهما يتم الحكم على مدى سخاء أو تشدد المراقبين والتهليل أو التنكيل بهم، لينال المتهاون في مهام الحراسة كل الرضا والدعاء بالصحة «هذاك الأستاذ اللهْ يْعمرها دارْ، كا يميك عْلينا»... وكان من نصيب المتفانين منهم كل السخط «الله ينعلها سلعة، معقدْ، ماعرفتْ آشْ كيحسبْ راسو»... ومنهم من تم اعتراض سبيله من طرف نساء ورجال ومترشحين وتعنيفه بالسب والشتم أو بالأيادي وبالأسلحة البيضاء، دون أن ننسى الذين تعرضوا للعنف بالأقلام الجافة واللكمات والكلام الساقط داخل قاعات الحراسة، من طرف التلاميذ المشاغبين الذين حُرموا من الغش، والذين وُجد بعضهم في حالات غير طبيعية، نتيجة إدمانهم على بعض أنواع المخدرات.