طرد السفير الإسباني بالمغرب، لويس بلاناس، سائقه الخاص، المغربي نور الدين بنهمو، بسبب ما وصفه هذا الأخير ب«اطلاعه على فحوى مكالمات هاتفية بين السفير ومجموعة من الصحراويين». وقال بنهمو، في رسالة تظلم رفعها إلى الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، «كنت أسمع السفير يتحدث إلى الصحراويين الذين لم أستطع أن أحدد ما إذا كانوا انفصاليي الداخل أم أعضاء داخل جبهة البوليساريو.. وكان يعبر لهم عن دعمه بشكل كبير»، وأضاف السائق أنه كشف فحوى هذه المكالمات لزميله في العمل، الذي نقل بدوره بالحرف ما سمعه إلى المسؤولين في سفارة مدريدبالرباط، فكان «الطرد من العمل» مصير السائق الشخصي للسفير. وأضاف السائق في رسالته، التي توصلت «المساء» بنسخة منها : «إنني كنت أسمعه بشكل واضح يتعاطف مع الصحراويين، وكان يؤكد أنه يؤيد أن تكون لهم دولة، ولكنه لا يستطيع، بصفته ممثلا للدولة الإسبانية، التصريح بذلك علنا»، ويستدرك السائق لتوضيح ما يقوله: «لم يكن سماع تفاصيل المكالمات تطاولا مني على خصوصياته، بل لكوننا كنا نوجد في سيارة واحدة، فكان طبيعيا أن تصل إلى مسامعي كل التفاصيل». وكشف بنهمو أنه يعرف الكثير من الأشياء عن تحركات السفير وعن اتصالاته، «سواء مع الصحراويين أو مع العديد من الشخصيات التي كان يستقبلها في السر بفندق حسان في الرباط وفندق برشلونة في البيضاء»، كما يقول قبل أن يضيف: «أخبرت زميلي من باب الغيرة على الوطن، حيث أحسست بالاستفزاز ولم أعد أتحمل العمل معه، فقام بإخباره بذلك، ليقرر السفير الانتقام، ولم يجد أية وسيلة لأني كنت منضبطا ومواظبا في عملي». بنهمو قضى 18 سنة في سياقة سيارات السفراء الإسبان الذين تم تعيينهم بالرباط، وقد كانت بداياته المهنية بمقر سكنى المستشار السابق لدى السفارة فرناندو موران، وبعدها انتقل إلى القنصلية تحت إشراف آنا ماريا سلامون وكذلك القنصل العام مانويل براداس، لينتقل إلى السفارة خلال فترة كابريل فران والسفير خورخي دسكيار وكذا السفير سلكادو، ثم اشتغل مع السفير الحالي لويس بلاناس الذي يقول عنه بنهمو إن «مشاكله انطلقت معه منذ يوم اعتماده كسفير لدولة إسبانيا هنا بالرباط». وزاد موضحا في رسالته إلى الطيب الفاسي، التي توصلت «المساء» بنسخة منها: «انطلقت أول شرارة لمشاكلي مع السفير منذ أن تم استغلالي لأكثر من وظيفة بمقر سكناه، حيث اشتغلت كسائق لأولاده وزوجته وأفراد عائلته التي تأتي إلى المغرب قصد السياحة إلى جانب عملي الرسمي في الإدارة دون مراعاة ساعات العمل القانونية، وكذلك أيام الأسبت والآحاد إضافة إلى أيام الأعياد». يقول بنهمو إن «مشكلة شخصية نشبت بيني وبين زميلة لي في العمل استغلها لويس بلاناس لصالحه وحولها إلى مشكل بيني وبينه، حيث أقفل علي أبواب مقر سكناه وهددني بالتوقيع على الاستقالة أو الاتصال بالشرطة»، وأضاف: «لقد جعلني أوقع على هذه الاستقالة تحت الإكراه». وثيقة أخرى من وزارة الخارجية الإسبانية، حصلت «المساء» على نسخة منها، تبرز أن نور الدين بنهمو وقع على الاستقالة وغادر عمله «لاعتبارات شخصية خطيرة»، كما أكدت المكلفة بالاتصال في السفارة الإسبانية أن «السائق الشخصي للسفير غادر السفارة بسبب استقالة قدمها»، وأكدت أن «السفير الإسباني بالمغرب حريص على القيام بعمله كما يجب، وأنه يتعامل بطريقة مهنية مع جميع العاملين»، مشيرة إلى أنه يشعر بحساسية الملفات التي تجمع البلدين الشقيقين، والموضوعة على طاولته»، وأنه حريص أيضا على الحفاظ على العلاقات الطيبة التي تجمع المملكة المغربية ونظيرتها الإسبانية.