أفادت مصادر خاصة ل"المساء" بأن وزارة الدفاع الإسبانية وقعت يوم أمس الجمعة مع شركة "داسولت أفياسيون" وشركة "طاليس" الفرنسيتين الخاصتين بالصناعة العسكرية ومع ومؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية، اتفاقا لتزويدها بطائرات استطلاع تجسسية إسرائيلية بدون طيار. وكشفت مصادرنا أن العقد نص على تزويد المؤسسة الإسرائيلية تلك الشركات بطائرات استطلاع بدون طيار من طراز "هرون تي بي"، على أن يتم فيما بعد بيع تلك الطائرات لصالح وزارة الدفاع الإسبانية. وقالت المصادر إن الصفقة جاءت لسد الاحتياجات الاستخباراتية الدفاعية لإسبانيا، حيث ستمكنها من الحصول على طائرات تجسس دون طيار لديها القدرة على قطع مسافات طويلة. وتراهن إسبانيا على إسرائيل في تدعيم قدرتها التجسسية الجوية نظرا لما تتميز به طائرة "هرون تي بي"، التي طورتها مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية، من قدرات فائقة في هذا المجال، حيث أثبتت نجاعتها بعد 30 عاما من التجارب. وأشارت مصادرنا إلى أن محرك الطائرة الإسرائيلية، الذي يعمل بقوة 1200 حصان، يسمح لها بالتحليق على ارتفاع 45,000 قدم، فيما يبلغ وزنها حوالي 4650 كيلوغراما، مضيفة أنه من الممكن تزويدها وتدعيمها بوسائل استطلاع أخرى يبلغ وزنها 1000 كيلوغرام. أكثر من ذلك، تقول المصادر إن طائرة التجسس والاستطلاع يمكنها التحليق لمدة 36 ساعة متواصلة ودون توقف، "مما يعني أن كل رحلة استطلاع جوية ستزود وزارة الدفاع الإسبانية ب36 ساعة تسجيل مرئي وملايين الصور التي تنقلها مباشرة مراكز القيادة، نظرا لقدرة كاميرات التسجيل وأجهزة التصوير الرقمية على التقاط كل الجزئيات الصغيرة والمهمة". واستغربت مصادرنا سعي دولة مثل إسبانيا إلى الحصول على طائرات تجسسية متطورة إسرائيلية، حيث تعتبرها "إضافة جيدة للغاية لنظم الاستطلاع والمراقبة الخاصة بها، خصوصا بعد اقتنائها بداية السنة الحالية 27 طائرة صغيرة أخرى للتجسس". وكانت الجريدة قد أوردت في عدد سابق لها عزم إسبانيا الانطلاق قبل نهاية السنة الجارية في محاربة الهجرة السرية، عبر اعتمادها على أقمار اصطناعية تجسسية تابعة لوزارة الدفاع، حيث رفض المغرب أن يشمله مشروع المراقبة الإسباني. وحسب ما أفادت به مصادر إسبانية ل"المساء" حينها، فإن القمر الاصطناعي التجسسي "سباين سات" البالغ وزنه 3.7 أطنان، والذي يوجد على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، "سيساعد الحكومة الإسبانية على حماية حدودها من تجار المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين"، فيما أشارت مصادر مغربية أخرى إلى أن الهدف الأساسي هو هدف تجسسي، باعتبار "وضوح الصور التي تلتقطها أقمار الاستطلاع بتقنية تصوير عالية جدا، نظرا لعدم وجود هزات في الأقمار الصناعية إذا قورنت بطائرات الاستطلاع التي تقوم بالتصوير"، لكن رغم ذلك فإن اتفاق يوم أمس الجمعة سيزيد من تعزيز قدرة إسبانيا التجسسية والدفاعية خصوصا في شمال المغرب، من أجل ذلك -تؤكد مصادرنا- قرر المغرب رفضه الدخول في هذا المشروع أو أن يكون طرفا ضمن شبكة المعلومات لخدمة "أنترانت الدولي" في هذا المخطط الإسباني الذي أطلق عليه اسم "شبكة حصان البحر". ووفق مصادر عسكرية، فإن طائرات الاستطلاع التي ستتزود بها إسبانيا معروفة عند الفلسطينيين ب"عيون القتلة"، لدورها القاتل في مراقبة المقاومين الفلسطينيين ومتابعة نشاطاتهم، حيث تعتبر نقلة نوعية في عالم التسليح والطيران، كما أنها "تلعب دورا مركزيا في ضرب الأهداف العسكرية والمدنية"، على حد قول المصادر.