صنفت وزارة الصحة المغربية التهابات الكبد الفيروسية من بين 41 مرضا ذات الأولوية التي يتحملها التأمين الإجباري على المرض، بشكل كامل، حيث تم تكوين لجنة وطنية لمحاربة التهابات الكبد الفيروسية على أمل تعميم نظام المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود «راميد»، خلال الأشهر المقبلة. وجاءت هذه الخطوة الوزارية بعد إعلان منظمة الصحة العالمية، عقب اليوم العالمي الثالث لمحاربة التهابات الكبد الفيروسية في ال19 من ماي الماضي، الذي انعقد في جنيف، التهابات الكبد الفيروسية كأولوية للصحة العامة، كما هو الشأن بالنسبة إلى داء فقدان المناعة المكتسب (السيدا)، الملاريا والسل. ويصيب التهاب الكبد «س» 3 في المائة من الأشخاص، ويصيب التهاب «ب» 6 في المائة من المرضى، تقريبا، يؤكد إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، في حين أن نسبة الإصابة بالتهاب الكبد قد تتجاوز 10في المائة في مناطق بجنوب المغرب. ويصيب التهاب الكبد الفيروسي «ب» أو «س» 500 مليون شخص، كما أن شخصا من بين ثلاثة أشخاص قد تعرض للإصابة بفيروس منهما أو بالفيروسين معا، بالإضافة إلى أن شخصا واحدا من بين 12 شخصا هو مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي، إلا أن أغلبية هؤلاء المرضى لا يمكنهم الولوج إلى العلاجات. وتجدر الإشارة إلى أن التهاء الكبد الفيروسي «ب» هو المرض الأكثر انتشارا بالعدوى الجنسية والأكثر فتكا في العالم. ويعتبر الفيروس «ب» مسؤولا عن 350 مليون حالة إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن و600 ألف حالة وفاة في السنة. أما بالنسبة إلى التهاب الكبد الفيروسي «س» فإن 180 مليون شخص يحملون الفيروس، بصفة مزمنة تنضاف إليهم سنويا من 3 إلى 4 ملايين حالة جديدة. وفي العالم، ونظرا إلى قلة الإمكانيات لاقتناء آلات وتجهيزات ذات جودة (تتحمل التطهير) أو أحادية الاستعمال، فإن المعالجين هم أول عامل لنقل التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س». وفي هذا الصدد، لا بد من وضع وتطبيق برامج بسيطة وفعالة. وأكد البروفيسور جميل أن الخطر في التهاب الكبد هو أنه لم يحظ بالأهمية التي يستحقها بالمقارنة مع أمراض أخرى، كالسيدا مثلا، الذي لا تتجاوز حالات الإصابة به 500 حالة على أبعد تقدير، بسبب الهالة الإعلامية التي أحيط بها، في حين أن التهاب الكبد الذي يشكل تهديدا حقيقيا على الصحة العامة يقابَل بفراغ إعلامي يجعل الجميع يعتبرونه مرضا هينا وعاديا لا يستحق أن يحارَب وأن تتكفل به الوزارة الوصية وأن تُدْرجَه ضمن الأمراض الخطيرة، خاصة أن نسبة كبيرة من المرضى تتطور إصاباتهم إلى أن تبلغ درجة السرطان، بسبب التأخر في العلاج. وأضاف إدريس جميل أن محاربة المرض تتم على ثلاث مراحل، أولها التحسيس بخطورة المرض، تحديد أسباب المرض وتحديد المناطق التي ينتشر فيها، من خلال أعمال ميدانية، ومن ثم وضع استراتيجية ناجعة لمحاربة المرض والقضاء عليه.