لتيسير سبل التواصل بين الأجيال المسرحية وللنهوض بالحركة المسرحية، عبر التكوين والدعم المعرفي والتطبيقي، لضمان جودة أكثر، استمرارية فاعلة تنشد التأطير والتكوين والانفتاح على باقي الفنون المسرحية، تُنظَّم في فاس الدورة العاشرة لأيام التواصل للتكوين المسرحي، من طرف المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، بشراكة مع بعض الفاعلين المسرحيين في جهة فاس بولمان، وتهم مختلف الأنشطة التربوية والبيداغوجية والورشات التكوينية والندوات والجلسات المفتوحة والتجارب الفنية المتنوعة، تطبيقيا ونظريا، أيام 1 و2 و3 يونيو الجاري. حرصا منه على ترسيخ الفعل الجمالي ونشر قيم المواطنة المبدعة وإشراك الشباب في الانخراط في مزاولة الأنشطة التي تحقق الاستقرار النفسي والتحفيز على روح الابتكار والتنوع الثقافي والجمال والحق والحرية والبحث عن صيغ ملائمة لإدماج الفن في خدمة التنمية والإنسان وتوسيع دائرة النقاش وتجديد الصلة بما استجد من المعلومات والتقنيات في المسرح، ينظم المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، بتعاون مع الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح في فاس، الدورة العاشرة لأيام التواصل للتكوين المسرحي، أيام 1 و2 و3 يونيو الجاري في دار الشباب- البطحاء، دورة الفنان المسرحي والسينمائي محمد خشلة، وهي عبارة عن ست ورشات فنية تطبيقية حول فنون العرض وندوة فكرية وعلمية حول «التجارب المسرحية وأفق انتظار المتلقي»، تشرف على تأطيرها نخبة من الفنانين المتمرسين والذين بصموا مسارهم الفني المسرحي بالاشتغال على طرائق مختلفة وتقنيات حديثة، برؤى متنوعة في التجريب والتغريب والاحتفالية.. ويتعلق الأمر بالفنان التشكيلي والسينوغراف محمد بنكيران والفنان المسرحي والسينمائي عبد النبي المصواب، الذي ساهم في العديد من المسرحيات والأشرطة السينمائية والتلفزية، منذ أكثر من عقدين، والفنانين الشباب خالد ازويشي ومحمد طوير الجنة وحميد لملاغة وعبد العلي فهيم، ويمثلون الجيل الجديد، والذين يعتبرون من خريجي أيام التواصل للتكوين المسرحي. عُرفوا بحرصهم على التنويع والتجديد في أسلوب التعامل مع تقنيات الخشبة، من خلال التشخيص في العديد من المسرحيات والأشرطة التلفزية والسينمائية، منذ أكثر من عقد من الزمن، بالإضافة إلى تكوينهم التطبيقي والمفاهيمي في المسرح، وهي مناسبة لكي يقدموا خبراتهم الفنية المسرحية للجيل الناشئ. وسيستفيد من الدورة أكثر من 60 مشاركة ومشاركاً من مختلف الجمعيات المسرحية التي تنتمي إلى جهة فاس بولمان وجهة تازةالحسيمة تاونات وجهة مكناس تافيلالت. وأكد محمد تويمي بنجلون، مدير الدورة والمدير الإداري للمرصد الجهوي للمعرفة والتواصل، أن الدورة العاشرة تأتي في سياق أنشطة وبرنامج المرصد للموسم الحالي، مبرزا حرصهم على استقطاب أهم الخبرات المسرحية لهذه الدورة، من أجل تنشيط فقراتها والعمل على تزويد المشاركين بمعارف وتقنيات حديثة تؤهلهم لولوج عالم الركح، وهم مسلحون بالتجربة الميدانية والخبرات الفكرية والنظرية والتطبيقية». وأشار تويمي إلى أنهم كانوا، هذه السنة، «على وشك إلغاء الدورة التدريبية، بسبب تخلي المديرية الجهوية لوزارة الثقافة في جهة فاس بولمان عن دعم هذا النشاط التكويني الذي يهدف إلى الرفع من المستوى المعرفي والفني للمشاركين»، معبرا عن كونه لا يدري كيف ارتأت المديرية التخلي عنهم، لاسيما وأنهم قدموا، حسبه، ملفهم في شهر أكتوبر من السنة الماضية، وانتظروا حلول الموعد لكي يباشروا التواصل مع المكلَّفة بالأنشطة التي عملت، تبعا له، على تسويفهم بالعمل على دراسة الملف، وفي آخر لحظة أخبرتهم، عبر الهاتف، بأن المديرية قد استنفذت جميع مبالغ الدعم المخصص للأنشطة خلال هذا الموسم، الأمر الذي طرح عليهم العديد من الأسئلة القلقة التي ظلت تحز في نفوسهم كثيرا، من قبيل كيفية التعامل مع الملفات من طرف المديرية؟ وما هي المعايير المعتمَدة من طرف المكلَّفة بالأنشطة لدعم هذا وإقصاء ذاك، علما بأن المديرية، يقول بن جلون، عودتنا كل سنة على دعم هذا النشاط الحيوي الهام والوحيد في هذا المجال، مضيفا أنه، بالرغم من ذلك، تضافرت جهود المنخرطين والعاملين وأعضاء المكتب من أجل إنجاح الدورة العاشرة وعملوا على تسطير البرنامج الخاص لهذه الدورة، بعد أن توصلوا بأكثر من 100 طلب مشاركة، وهو الأمر الذي حفزهم أكثر لكي يوفروا الظروف الملائمة للمتدربين. وأوضح المدير الفني للتظاهرة أن أيام التواصل للتكوين المسرحي استمرت على مدى 10 سنوات من العمل في صفوف الشباب، تأطيرا وتكوينا وتلقينا وانفتاحا على حاجيات الراغبين في ولوج عالم المسرح، ومن وجهة نظره، فإنها حققت نجاحا نوعيا على مستوى الساحة الفنية يؤكده، في رأيه، تخرُّج العديد من الممثلين والتقنيين والمؤلفين والمخرجين من هذه الدورات، وهم الآن يمارسون عملهم ضمن فرق المحترفين، سواء في فاس أو في غيرها من مدن المملكة، مما يدل على أن هذه الأيام كانت، بحق، وتبعا له، المدرسة التي سعت إلى التلقين والاحتواء والاهتمام بالطاقات الإبداعية الشابة. وتحمل هذه الدورة اسم الفنان المسرحي والسينيمائي والتشكيلي محمد خشلة، وهو من مواليد مدينة فاس سنة 1951، اشتغل مع فرقة «الطليعة»، من 1968 إلى 1973، وتكون على يد الأستاذ أحمد زكي العلوي، إضافة إلى مجموعةً من التداريب التكوينية في فنون المسرح، داخل وخارج الوطن، (تحت إشراف المعهد الفرنسي)، وعمل خشلة ممثلا ومصمما للديكور ومخرجا وسينوغرافا في العديد من الأعمال التي جمعته بثلة من الفنانين، نذكر من ضمنهم الراحلين سعيد الصديقي ومحمد تيمد، إضافة إلى أحمد الطيب لعلج وعبد السلام البقالي وغيرهم، كما اشتغل في السينما والتلفزيون، ممثلا ومساعدا في الديكور ومصمما، مع أحمد ياشفين ونبيل لحلو وسهيل بن بركة وعبد الرحمان التازي وغيرهم من المخرجين، بمن فيهم الجيل الجديد. يشار إلى أن محمد خشلة حاصل على إجازة في العلوم الرياضية وعلى دبلوم في الفنون التشكيلية من دار الثقافة في فاس سنة 1970، وقام بتنظيم مجموعة من المعارض الفردية والجماعية بإنجاز مجموعة من الجداريات على صعيد مدينة فاس، كما كان يقوم بتقديم وإعداد البرنامج الإذاعي «أضواء على المسرح» في الإذاعة الجهوية في مدينة فاس (سابقا)، وهو أستاذ سابق لتقنيات المسرح في المعهد الملكي لتكوين الأطر، التابع لوزارة الشبيبة والرياضة، ونائب سابق للأمين الجهوي للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح فرع فاس، عضو سابق في اللجنة الوطنية للعضوية-النقابة الوطنية لمحترفي المسرح رئيس سابق للاتحاد المسرحي لعمالة فاس الجديد «دار ادبيبغ» وعضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح ورئيس جمعية المسرح الشعبي في فاس ورئيس مدير شركة مسرح التكامل.