انطلقت فعاليات المهرجان المسرحي الدولي الثالث الذي تنظمه «جمعية «كوميدراما للمسرح» في وجدة، عشية يوم السبت 29 ماي 2010، في المركب الثقافي في مدينة وجدة، بمشاركة ست فرق مسرحية تمثل كلا من الجزائر والكونغو وسلوفاكيا وبلجيكاوفرنسا، إضافة إلى المغرب، بحضور 40 ممثلا مسرحيا ومرافقا، من بينهم نجوم عالميون. وأشارت الممثلة عمارة حجرية، مديرة المهرجان، إلى أن هذا الأخير اختير له شعار: «المرأة والمسرح: أي آفاق؟»، حيث إن هناك عددا من الممثلات الحاضرات في المسرحيات، إضافة إلى المواضيع التي تتناولها المسرحيات والندوات والتي محورها المرأة والمشاكل التي تعيشها، من خلال ثقافات متنوعة. «يأتي هذا المهرجان لتأكيد إسهام جمعية «كوميدراما» في تفعيل المشهد الثقافي والفني في مدينة وجدة، المدينة الألفية، بتنسيق مع مؤسسة «واخا واخا» للتواصل، إضافة إلى تكريم المرأة، من خلال هذا الفن». والجديد في هذا المهرجان بعد العروض المسرحية والندوات والمحترَفات هو تكريم نساء لمخرجين عالميين، بالمعنى الفني للكلمة، حيث تم تكريم رجاء علولة، إذ كانت شهادة الدكتور مصطفى الرمضاني منصبَّة على الإشادة بفقيد المسرح الجزائري المرحوم عبد القادر علولة، كما كان التوجه في تكريم إين فيرباتن هو الاعتراف بدور زوجها كريس فيرباتن، الأستاذ الجامعي في كلية المسرح في «أنفيرس» في بلجيكا والذي يدرس تقنيات الإضاءة والصوت لشباب في مختلف المدن المغربية التي تنظم مهرجانات دولية. «آمل أن يلقى هذا المجهود المبذول من لدن المنظمين إقبال الجمهور والمتتبعين وأن يكون مناسبة لخطّ رسالة صوتية فعلية إلى الساهرين على الهمّ الثقافي في المدينة، من أجل دعم مثل هذه التظاهرات الفنية الكبيرة»، يقول محمد بنجدي، المنسق الدولي للمهرجان في تصريح ل«المساء». وذكَّر هذا الأخير بأهمية مشاركة الفرقة المسرحية الجزائرية «استجمام» من وهران، والتي ستقدم عرضا مسرحيا تحت عنوان «التفاح»، للمرحوم عبد القادر علولة، المسرحي الكبير والمعروف لدى الأوساط المسرحية المغربية، وتقوم بالتشخيص ابنته رحاب علولة... ومباشرة بعد حفل الافتتاح، مساء نفس يوم السبت الماضي، قدمت فرقة «مشكا» من فرنسا حكاية غنائية بعنوان «المحبة». وتتوزع العروض على أسبوع كامل في المركب الثقافي البلدي في وجدة، يوم الأحد 30 ماي الأخير، بتقديم فرقة «مسرح 2000» من «ليون» في فرنسا مسرحية «قبعة الضفدعة» وعرض مسرحي من المغرب «غربة»، لفرقة «كوميدراما وجدة»، والعرض المسرحي «التفاح»، للمرحوم عبد القادر علولة لفرقة «استجمام» من وهرانالجزائرية، وعرض «تيمليلاي»، بالأمازيغية، لفرقة «تازرزيت» من تزنيت، المغرب، وعرض مسرحي من الكونغو «فيفا كونغو»، لفرقة «زينكا»، وعرض مسرحي من بلجبكا «رغبات ملحة»، لكارميلا لوكانتور، وعرض مسرحي من فرنسا «فوتوماتون»، للفرقة «الجميلة باريز» من فرنسا، وعرض مسرحي من سلوفاكيا «الدرس»، لفرقة «مسرح دراسات». وموازاة مع عروض المسرحيات، تُعقَد ندوة ومناقشات في موضوع «المرأة والمسرح»، شعار المهرجان، كما ستنظم ورشة للتكوين المسرحي، من تنشيط كل من سوزي ديبون وجورج مبوسي، إضافة إلى قراءة في العروض المسرحية المقدَّمة من تنشيط سوزي ديبان من فرنسا ومحمد كرمة من المغرب، في مكتبة المركز الثقافي ويختتم المهرجان بجولة لفائدة الضيوف والمشاركين عبر ربوع المنطقة الشرقية.وعن المهرجان المسرحي الدولي الثالث، صرحت رحاب علولة ل«المساء» بأن سعادة تغمرها بعد زيارتها الثانية التي قامت بها للمغرب رفقة والدها المرحوم عبد القادر علولة، أيام كانت طفلة سنة 1989، حين جاء بعرض مسرحي «لَجْوادْ»، لتعود إليه سنة 2010، وهي ممثلة مشارِكة في المهرجان، وتعتبر نفسها في بيتها، حيث لا فرق بين مدينة وهران ومدينة وجدة... وحول واقع المسرح في الجزائر، أشارت الممثلة الجزائرية إلى أنه يوجد الآن بين أيدي «الشباب الجزائريين»، وهي حركة قوية وغير متعلقة بمؤسسات كبيرة، وعبرت في الوقت ذاته عن أملها في أن تنظم جمعيتها مهرجانا مغاربيا، وسيكون أول الضيوف المدعوين هم أشقاوها المسرحيون المغاربة «جيراننا وأحبابنا».