جاء الجمع العام لجامعة ألعاب القوى الذي عقد أول أمس الأربعاء بمقر الجامعة مليئا بالاتهامات، ونال كاتبها العام محمد النوري القسط الأوفر منها عندما تم اتهامه بالتلاعب في نتائج بعض المسابقات. وكانت من أكثر لحظات الجمع العام إثارة عندما تدخل حسن السنيني الكاتب العام لفريق الرجاء البيضاوي، موجها اتهامه لمحمد النوري، وهو يقول «حان الوقت لنفضح الأسرار، فسبعين في المئة من رخص الفئات الناشئة مزورة، وهل يعقل في الوقت الذي بدأ فيه الهدر المدرسي في الانحسار في المغرب أن نجد عدائين في الفئات الصغرى لا يدرسون»، قبل أن يرفع من حدة لهجته وهو يتابع «لقد زورت شخصيا أنا و النوري نتائج في مسابقة 800 متر لصالح فريق أبي جعد». واكتفى النوري بمتابعة اتهامات السنيني دون أن يرد عليها، في الوقت الذي أوضح فيه الكاتب العام للرجاء، أن «تزوير أعمار العدائين لازال لم يتوقف بعد»، مؤكدا أن الجامعة حولت عددا من العدائين إلى «مساخيط الوالدين»، لأنه كلما انضم عداء إلى المعهد إلا وطلب منه رفع دعوى قضائية ضد والده ليخفض سنه حتى يتسنى له المشاركة في منافسات الفئات العمرية الشابة. ووصف السنيني الوضع ب«الخطير»، داعيا إلى تدخل الشرطة والقضاء لوقف ما أسماه بالخطر المحدق بألعاب القوى. ولم يكتف السنيني بهذا الأمر فقط، بل طالب الكاتب العام بتقديم استقالته، مشيرا إلى أنه مستعد لمغادرة تسيير ألعاب القوى رفقته. وزدا «إنني أتوفر على معطيات خطيرة بشأن ممارسات تقوم بها بعض الأطراف بالجامعة، قبل أن يؤكد أن في الأخيرة ثلاث دويلات، واحدة للكاتب العام والثانية للمدير التقني، والثالثة في غرفة الانتظار تنتظر سقوط إحدى الدويلات». وخلص إلى المطالبة بتشكيل لجنة للتقصي، مبديا استعداده للكشف عن ما يتوفر عليه من حقائق. أما محمد معزاوي رئيس جمعية السباق على الطريق، فأقر بأن تحقيق النتائج في ميدان ألعاب القوى أمر ليس سهلا، لكنه طالب رئيس الجامعة بأن ينزل من برجه العاجي ليقترب من الأندية لأنها عصب ألعاب القوى على حد قوله، واصفا التقرير الأدبي بأنه الأضعف في تاريخ جامعة ألعاب القوى، وقال معزاوي إن تزوير أعمار العدائين والمنشطات آفتان تنخران هذه الرياضة، وزاد مخاطبا رئيس الجامعة «الذين معك يعرفون الحقيقة لكنهم لا يخبرونك بها، وإذا واصلوا سياسة العام زين، فإنهم سيخربون هذه الرياضة النبيلة»، وأشار إلى أنه من غير المقبول أن لا يضم المكتب الجامعي أي رجل تقني. وعاد معزاوي ليتحدث عما وصفه ب«التسيير العشوائي» في بعض مرافق الجامعة، معطيا المثال بمديرية التنظيم التي قال إن هناك من يمارس فيها المحسوبية والزبونية والابتزاز. وتابع «الأندية هي التي ستخبرك بالحقيقة أما الذين معك فعدد منهم لاتهمهم إلا المناصب». وقال «عندما حقق المغرب نتائج إيجابية في العاب القوى فلم يكن ذلك بواسطة الملايير، وإنما بإمكانيات مادية بسيطة جدا». وزاد «إذا لم نتجرد من ذواتنا فلن يمضي قطار ألعاب القوى»، رافضا أن يوصف بأنه معارض للجامعة، وأكد نحن نقدم آراءنا ونوجه الجامعة». وكان الجمع العام الذي امتد لأزيد من سبع ساعات، عرف مشاحنات بين عدد من رؤساء الأندية في ما بينهم، وصلت في بعض الأحيان إلى مشاداة كادت تتطور إلى الأسوأ، وسجل فيه عدد من المتدخلين عدم توصلهم بالتقريرين الأدبي والمالي ومشروع القانون الأساسي قبل موعد الجمع العام. يشار إلى أن الجمع عرف المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي وعلى مشروع النظام الأساسي الجديد للجامعة مع إحداث لجنة وطنية عهد للرئيس بتشكيلها لإدخال مجموعة من التعديلات عليه قبل عرضه على الوزارة الوصية للمصادقة عليه.