سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحسن بنعبد الله : نسعى إلى تمديد المرحلة السياحية في المحطة وهناك مؤشرات كثيرة على موسم جيد مدير المحطة السياحية قال إن نسبة حجز أماكن رسو اليخوت ارتفعت ب50 في المائة
يؤمن الحسين بنعبد الله بلغة التواصل والحوار، يتابع عن كثب جميع الأوراش التي ما زالت مفتوحة في المحطة، مرتدياً لباسه الواقي... في هذا الحوار، تحدث مدير المحطة عن توقعات المحطة السياحية للسعيدية المستقبلية، مؤكدا أن الموسم السياحي المقبل سيكون أفضل من سابقه وأن تمديده سيساهم في تحقيق العديد من المكتسبات لأول مشروع ضمن «المخطط الأزرق». - انطلق الموسم السياحي لمحطة السعيدية، ما جديد المحطة؟ أولا لابد من الحديث عن المحطة وخصائصها، فهي تتميز بموقعها المتفرد والجميل، لأنها محاذية لشاطئ مشهور بجودة مياهه ورماله، هذه المحطة دشنها الملك محمد السادس يوم 19 يونيو، وهي منطقة سياحية تتوفر على العديد من المرافق، فهي محطة كبرى للأنشطة والترفيه، وتحتوي على مراكز تجارية ومراكز للتأهيل البدني ومطاعم وفضاءات رياضية، وفضاءات خضراء ومرافق عامة خدماتية وإدارية وصحية، إنه مشروع يمكِّن من استثمارٍ أفضلَ للساحل المتوسطي للجهة الشرقية، وسيمكن من إنعاش المنطقة اقتصاديا، عبر المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة، فالمحطة تحتوي على عدد من المؤهلات الطبيعية، لكونها تجمع بين الطبيعة الجبلية والوادي والبحر، فهناك جبل بني يزناسن، قرب قرية «تافوغالت»، التي توجد بها مغارة وهناك كذلك نهر ملوية، إضافة إلى أن المحطة تمكِّن زائرها من السياحة الصحراوية، لوجود قطار سياحي يؤمِّن الرحلة بين مدينة السعيدية ومدينة بوعرفة. - ما هي توقعاتكم بالنسبة إلى الموسم السياحي المقبل؟ لقد حققنا خلال السنة الماضية العديد من الإنجازات، حيث إن عدد السياح الذين زاروا المحطة، في أول سنة لافتتاحها، تجاوز 31 ألف سائح، إذ مثل الإسبان 30 في المائة، ثم الإيطاليون، بنسبة 28 في المائة، و25 في المائة من المغاربة، بعد أن كانت التوقعات لا تتعدى 17 ألف سائح سيزورونها في 2009. وبخصوص توقعات الموسم السياحي الحالي، فهناك مؤشرات تدل على أن موسم سنة 2010 سيكون أفضل من السنة الماضية، إذ سيتم رفع الطاقة الإيوائية للمحطة بنسبة 25 في المائة، مقارنة مع سنة 2009، بعد افتتاح ثالث وحدة فندقية وهي فندق «غلوباليا» الذي سيفتح أبوابه بداية يوليوز المقبل، والذي شيد على مساحة إجمالية قدرها 7 هكتارات تقع قبالة شاطئ محطة السعيدية، ويضم 978 سريرا و501 غرفة وجناح، وبلغ حجم استثماراته 400 مليون درهم، وسيمكن من خلق 420 منصب شغل مباشِرا. ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الفندق فُوِّت إلى شركة «مضايف»، (فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير) الذي أُسنِد تدبيره إلى مجموعة «غلوباليا» السياحية الإسبانية. ولا بد من الإشارة إلى أن فندق «بارسلو» بلغت نسبة حجوزاته بعد افتتاحه يوم 26 أبريل 90 في المائة، إذ تلقى طلبات الحجز من العديد من السياح يمثلون، على الخصوص، الجنسيات الإسبانية والإيطالية والفرنسية والبلجيكية. أما الميناء الترفيهي فإنه يضم 24 محلا تجاريا ومطعما، وبلغ عدد طلبات حجز أماكن رسو اليخوت 185 طلباً، أي بارتفاع بنسبة تفوق 50 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية. وسنسعى إلى تمديد المرحلة السياحية، باتفاق مع وزارة السياحة، إلى حدود شهر أكتوبر أو نونبر، لأنه مقارنة مع المحطات المحيطة بالحوض المتوسط، نجد أن جزر «البلاريس» تستقبل 80 في المائة من الزوار، ما بين ماي وأكتوبر، وأن جزيرة «الكريت»، اليونانية تعرف فترتَها السياحية ما بين منتصف أبريل وأكتوبر وأن 95 في المائة من البنية التحتية يتم إغلاقها في فترة تراجع الموسم، أما «حمامات تونس» فتكون فيها فترة السياحة ما بين أبريل ونونبر ويتم إغلاق الفنادق ما بين شهر دجنبر ومارس. هذه المعطيات ستجعلنا نفكر في تمديد المدة الزمنية للمرحلة السياحية ويمكننا أن نحقق العديد من الإنجازات على مستوى السياحة خلال سنة 2010. كما نعول كثيرا على استكمال مشروع الطريق السيار الرابط بين فاس ووجدة في يونيو 2011، لأنه سيمكن من استقطاب السياح من جهة فاس والمدن المجاورة لها، ويصبح السياح، عوض التوجه إلى مدن الشمال، يقصدون شرق المغرب. غير أن المحطة ستعرف إقبالا كبيرا وتستقطب عددا متزايدا من السياح لو افتتحت الحدود البرية بين المغرب والجزائر. - منذ انطلاق المشروع وُجِّهت انتقادات إلى المشروع لكونه لا يحترم البيئة، ما قولكم؟ هذا غير صحيح أبدا، لقد تم الحديث منذ البداية عن كون المشروع لا يحترم البيئة وعن كونه تعرض للتدمير، لكن على المستوى الواقعي نجد أن نسبة المساحات الخضراء في المشروع تشكل 80 في المائة من المساحة الإجمالية، 60 في المائة منها مخصص للكولف، وهذا شيء مهم لأن السياحة في المنطقة تعتمد أساسا على الطبيعة... وقد نظمنا ندوة حول موضوع البيئة شارك فيها مختلف الفاعلين، إلى جانب وجود شراكة بين المحطة السياحية وجمعيات مهتمة بالمجال البيئي في المنطقة، ومنها جمعية «الإنسان والبيئة»، من أجل بلورة مخطط للحفاظ على البيئة في المنطقة، لأن الموضوع يهم جميع الفاعلين في المجتمع. وإلى جانب المناطق الخضراء فإن المحطة تضم محمية طبيعية تابعة لإدارة المياه والغابات. - هل هناك احترام لحقوق فئة العمال، حيث هناك من يعمل دون أي عقود، في بعض الوحدات الفندقية، ما تعليقكم؟ لقد وقعنا مع كل المتدخلين دفتر تحملات يضمن حقوق العمال، من تأمينات وتصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، هذا المشروع طموح ويركز على تشغيل اليد العاملة في المنطقة، وكما هو معلوم فإن المشروع في مجمله يسعى إلى توفير 8 آلاف منصب شغل مباشر و40 ألف منصب غير مباشر. وحاليا يشغل المشروع 2500 عامل مباشر و10 آلاف عامل غير مباشر... من جانبنا هذا غير موجود، ولكن هناك دفتر تحملات موقع مع جميع الشركات المتدخلة تُلزِمها بضمان حقوق العمال، من تأمينات وتصريح لدى صندوق الضمان الاجتماعي. - ما طبيعة الأنشطة التي تركز عليها المحطة لجلب السياح؟ هناك العديد من الأنشطة التي تقام من أجل جلب السياح، فمثلا نظمنا مسابقة للصيد شارك فيها أصحاب اليخوت، وكذلك سباقا للزوارق الشراعية، كما سننظم خلال شهر رمضان المقبل أمسيات رمضانية، وستعرف المحطة نقلا لمباريات كرة القدم على شاشات كبيرة، إضافة إلى تنظيم بعض الأنشطة تستهدف الأسر والأطفال... - عرف المشروع العديد من الانتقادات في ما يتعلق بالبنية التحتية وكان الحديث حول وجود تصدعات وتشققات، ما جديد هذا الملف؟ نحن نسعى إلى تجاوز بعض المشاكل التي عرفها المشروع، ونبذل كل ما في وسعنا من أجل كسب ثقة الزبون، ونتدارك كل تأخر، وحاليا نتوفر على شبكة للتطهير، على مساحة 29 كيلومترا، قد تكون هناك بعض المشاكل البسيطة التي تهم البناء، وهذا يقع في جميع المشاريع، ولكن ما أؤكد عليه هو أننا نسعى إلى التقدم نحو الأفضل، بمعايير جيد ة وممتازة.