يعود تاريخ تفكيك عناصر شبكة الاتجار الدولي في المخدرات، التي تمت إحالة عناصرها ال21، أول أمس الخميس، على قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، إلى ليلة 3 ماي الجاري حينما داهمت مصالح الضابطة القضائية في الناظور ضيعةً تعود ملكيتها إلى مهاجر مغربي سابق كان مقيما في الديار الهولندية، حيث تم حجز ما يزيد عن 7 أطنان من مخدر الشيرا كانت مخزنةً بهذه الضيعة. كما تم حجز العديد من السيارات الفارهة التي كانت تُستعمَل في نقل وتهريب هذه المخدرات، إلى جانب العديد من الهواتف النقالة المَجهَّزة بتقنية GBRS والمرتبطة بالأقمار الاصطناعية. وضبطت فرق الضابطة القضائية لأمن الناظور حين انتقالها إلى محل زعيم هذه الشبكة، بناء على مذكرات بحث صادرة في حقه منذ سنوات (ضبطت) لدى هذا الأخير قواربَ مائية من نوع «زودياك»، والتي كانت تُستعمَل في نقل المخدرات، انطلاقا من سواحل الناظور إلى الضفة الأخرى. كما ضُبِطت لدى زعيم الشبكة الآلاف من الأوراق النقدية والحلي الذهبية والمجوهرات المسروقة وأسلحة بيضاء ومفاتيح سيارات. ويوجد من بين عناصر هذه الشبكة رائد في القوات المساعدة سبقت تبرئته في ملف شبكة الناظور، التي كان يتزعمها محمد الغاني ومسؤول في المكتب الثاني للمخابرات العسكرية، الذي تمت تبرئته هو الآخر في نفس الملف، إلى جانب عميد شرطة و3 من رجال الأمن و4 من القوات المساعدة وقائد منطقة في الناظور و4 عناصر من الدرك الملكي... وقد وجه قاضي التحقيق، الذي استمع لهؤلاء أول أمس الخميس، تُهَماً تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز والعنف العمد والإيذاء العمد واستعمال التعذيب المفضي إلى الموت وإخفاء جثة وطمس معالم جريمة والتهريب الدولي للمخدرات والاتجار فيها والارتشاء وانتحال هوية والتزوير واستعماله وعدم التبليغ والمشاركة. وإلى جانب عمليات التهريب، التي قام بها زعيم هذه الشبكة، فقد تم الكشف عن جريمة القتل التي نفذها ضد إبن عمه وساعِدِه الأيمن في الشبكة، والتي جرت عملية إعادة تمثيلها، بحضور عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومختلف العناصر الأمنية في الإقليم داخل ضيعته الفلاحية في منطقة قرية أركمان. ويُتَّهَم زعيم الشبكة بارتكاب جرائم قتل في حق خمسة أشخاص من مساعديه والمقرَّبين إليه في الشبكة ذاتها، من ضمنهم، إضافة إلى ابن عمه المذكور، فتاة تتحدّر من مدينة ازغنغن، وثلاثة أشخاص تمت تصفيتهم رميا في البحر في سواحل إقليمالناظور، خلال مدد زمنية متفرقة. وسحب التحقيق الذي أخضع له زعيم هذه العصابة، فإن نشاط شبكته يمتد إلى سنة 2005، وهي مرتبطة ب»مافيات» دولية مختصة في الترويج الدولي للمخدرات، وهذه الشبكة متورطة في العديد من جرائم الاختطاف والقتل والسرقة. كما قامت هذه الشبكة بتعذيب واختطاف العديد من العناصر التابعة لها والتي كانت «تتمرد» على بعض قراراتها. وعلى غرار الشبكات المفكَّكة في السابق، فإن شبكة نجيب ازيامي قامت، هي الأخرى، باستمالة العديد من المسؤولين الأمنيين في مختلف المراتب الذين عملوا طيلة هذه المدة من نشاطها على توفير الحماية لها والتستر على أعمالها الإجرامية والتغاضي عن مذكرات البحث التي كانت تصدر ضد زعيمها. من جهة أخرى تواصل مصالح الفرقة الوطنية التي كلفت بهذا الملف تتبع خيوط هذه الشبكة ذات الارتباط الدولي حيث تم إلقاء القبض أول أمس الخميس على والد زعيم الشبكة وبحوزته مبلغ 45 مليون متحصلة من نشاط الترويج للمخدرات.