هاجم ملثمون، عصر يوم الجمعة الماضي، عمال شركة «سومية»، التي تُصدر الزيتون من مراكش إلى الخارج، عندما كانوا بصدد إدخال علب كارتونية كانت تضم أجور الموظفين الذين يعملون في الشركة. وحسب رواية مصادر عليمة سردت ل«المساء» تفاصيلَ السرقة «الهوليودية» التي قام بها أربعة ملثمين تُجهل هويتهم إلى حدود الساعة، فإن سيارة تابعة للشركة التي تسيرها سيدة يهودية وقفت أمام الرصيف المقابل لباب الشركة، محمَّلة بأظرفة يحتوي كل واحدمنها على المبلغ الذي سيؤدى لكل عامل من عمال المصنع، وبينما كان العاملان يتوجهان صوب مدخل المصنع، الذي يبعد عن موقف السيارة بحوالي 60 مترا، باغتهم أربعة أشخاص ملثمين يحملون سيوفهم، لينفذوا سرقة لم تكن ترى إلا في أفلام «هوليود». «أشهر الملثمون السيوف في وجوهنا وطلبوا منا تسليمهم «الكارتونات»، دون أدنى اجتهاد أو حركة»، يقول أحد العمال الذين كانوا يحملون المبالغ التي سُرقت. وقد استسلم العمال للتهديدات دون أدنى مقاومة، ليتم نزع الكارتونات ووضعها داخل السيارة التي كانت تنتظرهم، من أجل الظفر بالمبلغ الكبير. ولما انتهى الملثَّمون الذين ما زالوا في حالة فرار، من تنفيذ عمليتهم بنجاح لم يسارعوا صوب السيارة «الرمادية» التي تحركت بسرعة بطيئة، بل عمدوا إلى الجري وراء السيارة من أجل تأمين رصدها وتتبع مسارها من قِبل العمال، ليصعد الملثمون إليها وتنطلق السيارة بسرعة كبيرة. وأوضحت مصادر «المساء» أن الحادث الخطير أحدث اضطرابا وسط الشركة التي تصدِّر الزيتون، حيث اعتقد مسؤولو وعمال الشركة أن حياتهم أضحت مهدَّدة، بعد تعرُّض الشركة للسرقة. كما أن حالة من التذمر سادت وسط العمال، خصوصا وأن ذلك اليوم (الجمعة) كان هو يوم تسلمهم لأجورهم، التي يتسلمونها كل 15 يوما. وقد عمدت صاحبة الشركة، حسب مصادر «المساء»، إلى الاتصال بصاحب الشركة الفرنسي ويدعى «غابرييل» من أجل إخباره ب«الفاجعة» التي ألمت بالشركة، ومحاولة تدبُّر الأمر. وفور علمها بالخبر، هرعت مختلف المصالح الأمنية إلى عين المكان، من أجل التحقيق في الحادث، حيث شرعت الشرطة العلمية في محاولة إيجاد علامات تقود إلى الجناة، بينما قامت الشرطة القضائية بالاستماع إلى العاملين الذين عاينوا وعاشوا الحادث، إضافة إلى مسيِّرة الشركة، في الوقت الذي ما زال الملثمون في حالة فرار، بعد نجاح عمليتهم. ورجحت مصادر عليمة أن يكون الحادث مدبرا منذ مدة، وأن يكون الملثمون يرصدون السيارة التي كانت تُِحضر أجور الموظفين والعمال كل 15 يوما، الأمر الذي سهَّل عليهم تنفيذ العملية والسطو على 58 مليون سنتيم.