السرطان مرض خبيث مازال الطب عاجزا عن الانتصار عليه بشكل حاسم ونهائي. هنالك حتى الآن العديد من طرق العلاج التقليدية ضد السرطان، لكنها تبقى غير كافية لاستئصال الأورام، والتخلص نهائيا من المرض خاصة إذا لم يكتشف هذا الأخير في الوقت المناسب. الطبيب دافيد سيرفان شرايبر عاش التجربة، وعانى الكثير من سرطان الدماغ قبل أن يشفى منه لبعض الوقت ويعود إليه من جديد، إلا أنه استطاع أن يتجاوز المحنة بواسطة طرق علاجية بديلة، أهمها التغذية المتوازنة والإنصات للجسد من خلال تعلم التأمل الروحاني. هذه فصول من تجربة الإصابة والشفاء من المرض الخبيث. في جميع البلدان، هناك علاقة بين نسبة انتشار السرطان واستهلاك اللحوم ومشتقات الحليب. فكلما كانت تغذية بلد ما من الخضروات والقطنيات غنية انخفضت نسبة الإصابة بالسرطان. في الإطار ذاته، يجب تفادي جميع أنواع الزبدة النباتية المزودة بالهيدروجين، التي تختلف عن الزبدة الطبيعية الصافية وكل أنواع الزبدة الحيوانية غير المتوازنة على مستوى أوميغا3. ويبقى زيت الزيتون أكثر الزيوت ملاءمة للجسم مقارنة مع غيرها. (...) اعتقدت أن إجراء العملية الأولى كان كافيا للشفاء من السرطان؛ إلا أنني كنت مخطئا. فقد عدت لأنهار مرة أخرى. في ظهيرة أحد الأيام، كنت أتناول الشاي مع إحدى الصديقات القليلات اللواتي يعرفن حكاية مرضي. وبينما كنا نتحدث عن المستقبل، سألتني بصوت متردد عما أقوم به من مجهود كي أقي نفسي من عودة المرض. كانت تقصد العلاج التقليدي، خارج توصيات الطبيب وطرق العلاج المعروفة. بالنسبة لي، كنت غريبا عن هذا العالم، لذا أجبتها بأنني شفيت تماما من المرض، وبأنني لا أهتم ألبتة بهذا النوع من العلاج قبل أن أغير موضوع حديثنا. بعد أشهر قليلة، رافقت إحدى المريضات إلى حفل أمريكي- هندي تحضره أسرتها وأقرباؤها. هناك يقوم أحد الرجال بالاتصال بالأرواح من أجل علاج الأمراض. اكتشفت أن ذلك الشخص يتمتع ببعد إنساني عميق. يعرف اختيار الكلمات البسيطة المناسبة التي ينعكس أثرها الإيجابي على نفسية المريض. لم أشك أبدا في أن مجرد حضوره يمثل نوعا من العلاج الفعال على نفسية المريض. تملكني الفضول، فطلبت من هذا الرجل في نهاية الحفل أن يلمس رأسي ويقول لي إذا ما كان يشعر بشيء ما. وضع يده برفق على رأسي، وأغمض عينيه لبعض الثواني، ثم قال: «ربما سبق أن حدث شيء ما هنا، لكنه انتهى. ليس هناك شيء الآن.» لم يدهشني ما قاله الرجل، خاصة أنني كنت أعرف أن رأسي سليمة بعد أن بينت التحاليل، التي كنت قمت بها قبل وقت قصير، أنني سليم تماما. لقد نجح الرجل في أن يلتقط الشعور بالطمأنينة الذي كنت أحس به. إلا أنه عاد ليقول لي: «جميع المرضى يصرون دائما على اللجوء إلي والحال أن «الطبيب» الحقيقي هي أمي.» في اليوم الموالي، قصدنا جميعا أمه. كانت سيدة عجوز بلغت من العمر 90 سنة. قصيرة القامة وهزيلة. كانت تعيش وحيدة، إلا أنها كانت تتمتع بقدرة كبيرة على المشي، بينما كانت الأخاديد تعلو وجهها... وضعت هي الأخرى يدها على رأسي وركزت قليلا قبل أن تقول وهي تبتسم: «هناك شيء ما ليس على ما يرام. كنت تعاني من شيء رهيب، وقد عاد إليك. لكن، لا تقلق، ستتخلص منه بسرعة.» بعد ذلك، قالت إنها متعبة وانصرفت. لم أعر كثير اهتمام لنبوءة العجوز، لأنني كنت أثق أكثر بنتائج السكانير. إلا أنني سرعان ما شعرت بأن شيئا ما ليس على ما يرام. إذ أجريت تشخيصا آخر قبل حلول الموعد العادي، فاكتشفت، إذن، أن العجوز كانت محقة فيما تنبأت به. فقد عاد إلي السرطان، في نفس المكان بالضبط. صحيح أن العلم بالإصابة بالمرض صدمة وإحساس بخيانة وخذلان الجسم لنا، إلا أن اكتشاف عودة السرطان بعد الاقتناع بالشفاء أشبه بأننا نكتشف أن الوحش الذي اعتقدنا أننا قضينا عليه، ظل دائما يترصد لنا في الظل وأنه نجح في اللحاق بنا. بعد علمي بالخبر، استرجعت، في لمح البصر، شريط المعاناة والخوف كله الذي عشته لحظة اكتشافي المرض أول مرة. ألغيت جميع مواعدي في تلك الظهيرة، واختليت بنفسي، وبدأت أسير بعض الوقت وحيدا. أفكار كثيرة جالت بخاطري. ما زلت أستحضر كل الصخب الذي استبد بي. تمنيت لو أتحدث إلى الله... قبل أن أتحكم في تنفسي وأضبط أعصابي وأهدئ عاصفة أفكاري... لكنني استعدت هدوئي وشجاعتي بعد ساعات، وعزمت على مواجهة المرض والعودة إلى المقاومة.