خلصت دراسة أجريت على 80 ألف امرأة إلى أن فحص الكشف عن سرطان الثدي ينفع أكثر مما يضر، وأن عدد الحالات التي يتم إنقاذها يبرر المغالاة في العلاج. ويتم استخدام تصوير الثدي بالأشعة السينية (ماموجرام) للفحص، حيث يمكنها اكتشاف الأورام الخطيرة، لكنها تكشف أيضا عن أورام حميدة غير ضارة، مما يعرض النساء لجراحة تثير القلق بلا داعي. وأدى ذلك إلى جدل بين المتخصصين بشأن الفائدة من فحص الكشف عن سرطان الثدي. إلا أن هذه الدراسة تخلص إلى أن الفحص ينقذ حياة امرأتين مقابل امرأة واحدة قد تتلقى علاجا بلا ضرورة. ويتم تشخيص 45 ألف حالة سرطان ثدي في بريطانيا سنويا، ويودي المرض بحياة أكثر من 12 ألف امرأة في بريطانيا سنويا. ويتم فحص النساء في المرحلة العمرية ما بين 50 و70 عاما بشكل دوري، عبر التأمين الصحي الحكومي، للكشف عن سرطان الثدي كل ثلاث سنوات. وسيمتد الفحص في إنجلترا إلى النساء من عمر 47 عاما بدءا من عام 2012. وتنشر الدراسة، التي أجراها معهد ولفسون للطب الوقائي في بارتس وكلية لندن للطب والأسنان، في مجلة الفحص الطبي الدورية. وقدرت الدراسة أنه على مدى 20 عاما أنقذت 5.7 من بين كل 1000 امرأة فحصت من الوفاة بسرطان الثدي. في الوقت نفسه شخصت 2.3 من بين كل 100 امرأة على أن لديها ورما ليس من الواضح إن كان حميدا أو سرطانا يحتاج إلى العلاج. ولتوضيح النسب، فإنه من بين كل 28 حالة تم تشخيصها أنقذت حياة 2.5 واشتبه في حالة واحدة. ويقول القائمون على هذه الدراسة إن فوائد الفحص للكشف عن سرطان الثدي واضحة تماما. وبرأيهم أن «الفوائد من حيث عدد من أنقذت حياتهن تفوق ضعف من تعرضن للضرر بسبب المغالاة في التشخيص». ويضيف الباحثون: «يوضح تحليل النتائج انخفاضا كبيرا في عدد الوفيات من سرطان الثدي في حالات الفحص بالماموجرام». ويقوم برنامج الفحص في التأمين الصحي في إنجلترا بمراجعة المنشورات التي توزع على المرضى إثر مخاوف من أن المطبوعات لا توفر شرحا كافيا حول الخيارات المتاحة أمامهم. وستنشر نسخة جديدة من المطبوعات هذا الصيف. وقال ريتشارد وايندر، نائب مدير برنامج فحص السرطان في التأمين الصحي،: «هناك مخاطر مغالاة في التشخيص، وبالتالي احتمال المغالاة في العلاج مرتبطة ببرنامج الفحص». وأضاف: «إلا أن هذه الدراسة الأخيرة توضح أن مخاطر المغالاة في التشخيص أقل بكثير مما أشارت إليه تقديرات أخرى، وأن الفوائد تفوق المخاطر بكثير». وتقول سارة هيوم من مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا إنها تأمل في أن تطمئن الدراسة الأخيرة نساء بريطانيا بأن الفحص مفيد. وتقول إيما بني، المديرة الطبية لمركز رعاية سرطان الثدي، إن الجدل بشأن جدوى الفحص للكشف عن سرطان الثدي يمكن أن يؤدي إلى «التشوش والقلق عند النساء». إلا أن جايانت فاديا، جراحة سرطان الثدي في مستشفى ويتنجتون، تقول إن الدراسة الأخيرة تستند إلى إحصاءات غير واضحة تماما.