أصبحت المنافسة بين مهرجانات السينما في العالم، التي وصل عددها إلى أزيد من ألف مهرجان، كبيرة، من ضمنها مهرجان مراكش الدولي للفيلم، الذي أثبت بعد مرور ثماني سنوات، أن إدارته تستوعب صناعة المهرجاناتوأنه قادر على المنافسة وعلى أن يكون له مكان بارز على خريطة مهرجانات العالم السينمائية. ولعل القيمة المضافة، التي تحسب للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي مزج بذكاء في عروضه السابقة بين الأفلام ذات البعد التجاري والأفلام الفنية الراقية، واستضاف في الوقت نفسه مشاهير السينما العالمية ونجوم السينما المغربية، كونه ساهم بشكل كبير في بعث دينامية جديدة في شرايين السينما بالمغرب. وتتجلى هده الدينامية في العشرات من المهرجانات، التي أقيمت في عدد من مدن المملكة بعد مهرجان مراكش الدولي وعشرات الأفلام السينمائية والتلفزيونية المغربية، التي أنجزت خلال هده الحقبة ،إضافة إلى مشاركة السينما المغربية في العديد من الملتقيات السينمائية الدولية عبر العالم. فمند انطلاقة الدورة الأولى سنة 2001، مافتئت مدينة مراكش، عاصمة النخيل، تعمل جاهدة على توفير الشروط اللازمة للتكفل والعناية بهذا المولود الجديد، الذي سيحتفل في السنة المقبلة بالذكرى العاشرة، حتى تلفت إليه الأنظار، وتجعله محط اهتمام السينما العالمية على المستويات الفنية والاقتصادية والسياسية، إذ أصبح اسم المدينة الحمراء جزءا من أسطورة السينما. وتحقق لها ذلك مند الخطوات الأولى للمهرجان، إذ استطاعت، من خلال رصيدها التاريخي ومعالمها الحضارية الأصيلة، أن تجدب كبار صناع السينما وتلهم الكثير من كتاب سيناريوهات الدراما السينمائية. فالمهرجان الدولي للفيلم، الذي اكتسب بعدا دوليا وأخذ مكانته ضمن الملتقيات السينمائية العالمية، أصبح يستقطب جمهورا غفيرا راكم، خلال دوراته السابقة، رصيدا مميزا جعله يكتسب ثقافة سينمائية تؤهله للتعاطي مع لغة الفن السابع، الذي بات اليوم إحدى أنجع القنوات التواصلية لإشاعة ثقافة التقارب والتفاهم بين الشعوب، فهنيئا للمغرب بمهرجان مراكش الدولي للفيلم.