بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ عثمان جوريو، أحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، الذي وافاه الأجل المحتوم ليلة الأحد الاثنين عن سن 93 عاما. وضمن جلالة الملك هذه البرقية، التي تلاها محمد معتصم، مستشار صاحب الجلالة، عقب مواراة جثمان الفقيد الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، أحر تعازيه وأصدق مواساته لأسرة الفقيد، في هذا القدر المحتوم، ضارعا جلالته إلى الباري عز وجل أن يلهم أفراد أسرة المرحوم جميل الصبر وحسن العزاء. ومما جاء في هذه البرقية "علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى بوفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه المرحوم المجاهد الأستاذ عثمان جوريو، تغمده سبحانه بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه"، مؤكدا جلالته أن هذا القدر المحتوم، لم يصب أسرة الفقيد فحسب، وإنما ألم بالوطن كافة. وأضاف جلالته "وإننا لنستحضر، بكل تقدير، مناقب الفقيد المبرور، كشخصية فذة جسدت قيم الوطنية الصادقة، وإسهامه الفاعل في الكفاح من أجل وحدة المغرب وسيادته واستقلاله، بقيادة جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، أكرم الله مثواه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، خلد الله في الصالحات ذكره". وأبرز جلالة الملك أن الفقيد، رحمه الله، كان من الرعيل الأول لرجالات الحركة الوطنية، وأحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، الذين ضحوا بالغالي والنفيس، في إباء ونكران ذات، في سبيل إنهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال. وأكد جلالة الملك أن الفقيد الكبير سيظل خالدا في السجل الذهبي للوطنية المغربية، حيث يشهد له التاريخ أنه ساهم بنصيب وافر في تربية الأجيال الصاعدة وتوعيتها، سواء على مستوى مؤسسات التعليم الحر، أو بانخراطه في العمل الجمعوي، أو بكتاباته الوطنية التوجيهية وعطائه الفكري، في ثبات على المبادئ، ووفاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد، وتشبث راسخ بثوابت الأمة ومقدساتها. وتوجه صاحب الجلالة بالدعاء إلى الله عز وجل أن يبوئ الفقيد الكبير مكانا عاليا ممن أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه جزاء وفاقا على بلائه الحسن في الجهادين الأصغر والأكبر، وعلى ما جسده من نموذج يحتدى في خدمة ملكه ووطنه، وعلى إسهامه القوي في تربية الجيال المغربية على الغيرة الوطنية الصادقة، وتوجيهها للنهوض بمسؤولياتها في بناء المغرب الموحد الكامل السيادة، المصان الوحدة الوطنية والترابية، الموفور العزة.