بعث جلالة الملك برقية تعزية إلى أسرة الفقيد الحاج عثمان جوريو تلاها مستشار جلالته السيد محمد المعتصم عقب مواراة جثمان الفقيد الثرى ،وفي مايلي نص الرسالة الملكية: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه محبي جنابنا الشريف أفراد أسرة المرحوم المجاهد الأستاذ عثمان جوريو السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، فقد علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى، بوفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه المرحوم المجاهد الأستاذ عثمان جوريو، تغمده سبحانه بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته. وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لكم ولكافة أهلكم وذويكم، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في هذا القدر المحتوم، الذي لم يصب أسرتكم الكريمة فحسب، وإننا ألم بالوطن كافة، ضارعين إلى الباري عز وجل أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، في هذا الرزء الفادح، لرحيل وطني غيور لبى داعي ربه، وصدق فيه نداءه الرباني «يا أيتهم النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». وإنما لنستحضر، بكل تقدير، مناقب الفقيد المبرور، كشخصية فذة جسدت قيم الوطنية الصادقة، وإسهامه الفاعل في الكفاح من أجل وحدة المغرب وسيادته واستقلاله، بقيادة جدنا المغفور له، جلالة الملك محمد الخامس، أكرم الله مثواه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، خلد الله في الصالحات ذكره، إذ كان، الفقيد رحمه الله، من الرعيل الأول لرجالات الحركة الوطنية، وأحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، الذين ضحوا بالغالي والنفيس، في إباء ونكران ذات، في سبيل إنهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال. وسيظل الفقيد الكبير خالدا في السجل الذهبي للوطنية المغربية، حيث يشهد له التاريخ أنه ساهم بنصيب وافر في تربية الأجيال الصاعدة وتوعيتها، سواء على مستوى مؤسسات التعليم الحر، أو بانخراطه في العمل الجمعوي أو بكتاباته الوطنية التوجيهية، وعطائه الفكري، في ثبات على المبادئ، ووفاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد، وتشبث راسخ بثوابت الأمة ومقدساتها. فالله تعالى ندعو أن يبوأ الفقيد الكبير مكانا عليا ممن أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه جزاء وفاقا على بلائه الحسن في الجهادين الأصغر والأكبر، وعلى جسده من نموذج يحتذى في خدمة ملكه ووطنه، وعلى إسهامه القوي في تربية الأجيال المغربية على الغيرة الوطنية الصادقة، وتوجيهها للنهوض بمسؤولياتها في بناء المغرب الموحد، الكامل السيادة، المصان الوحدة الوطنية والترابية، الموفور العزة. رحم الله الفقيد العزيز، وجعله قدوة صالحة في صدق إيمانه وغيرته على وطنه، ممن قال فيهم أعز من قائل «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا»، و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، صدق الله العظيم. وحرر بالإقامة الملكية بإملشيل في يوم الاثنين 19 ذي الحجة 1430 ه، الموافق 7 دجنبر 2009م محمد السادس ملك المغرب