خاض 300 سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير، يوم الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية، أمام محكمة الاستئناف بالجديدة، على خلفية اختطاف زميل لهم، ومحاولة "تصفيته" جسديا، على طريقة "عصابات المافيا" الإيطالية.وعلمت "المغربية" أن الصراع احتدم في الآونة الأخيرة، بين بعض سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بالجديدة، الذين يتخذون من ساحة "للازهرة"، محطة لانطلاقهم ووصولهم، وبين سائقي سيارات الأجرة التابعين لمركز مولاي عبد الله، الذين يوضعون في قفص الاتهام، لعدم احترامهم القانون، لدخولهم في منافسة غير شريفة، في ظل حياد السلطات الأمنية والمحلية، إذ يعمدون حسب الشهادات التي استقتها الجريدة، إلى وضع المسافرين الذين يقلونهم من إقليمالجديدة، في أماكن غير تلك المسموح بها. ومن ثمة يقومون بجولات عبر شوارع ودروب الجديدة، لاصطياد الركاب، دون المرور عبر المحطة الطرقية لسيدي بوافي، التي تحتم انتظار "النوبة"، وفي ظل الأجواء المشحونة، اختطف سائقان من جماعة مولاي عبد الله، الأربعاء الماضي، سائقا من مدينة الجديدة، ويدعى أحمد كراطي، الذي يشغل منصب الكاتب العام لنقابة الطاكسيات بالجديدة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وحاول المختطفان، حسب مصدر نقابي، "تصفية" المختطف جسديا، ما دفع حوالي 300 سائق من زملائه، والوافدين من المحطات الطرقية بالجديدة (محطات سيدي بوافي، وسيدي يحى، وأحفير، والمستقبل...)، إلى خوض وقفة احتجاجية، ابتدأت من الواحدة من ظهر الأربعاء الماضي، أمام استئنافية الجديدة، التي كانت جنباتها تغص برجال الأمن، وممثلي السلطات المحلية، وتدخل الوكيل العام، ووعد بتفعيل القانون، ولتقصي حقيقة ما جرى، انتقلت "المغربية"، إلى المصحة التي كان يخضع داخلها الضحية أحمد كراطي، للعناية الطبية المركزة، الذي كان محاطا بزوجته وصغيريه، والعديد من زملائه، الذين جاؤوا ليطمئنوا عليه. وأفاد في تصريح للجريدة، أن النقابة التي يشغل فيها مسؤولا، نظمت أخيرا عدة وقفات احتجاجية، للتنديد بخرق القانون، وعدم التقيد ب"النوبة"، من قبل سائقي سيارات الأجرة الكبيرة، بمركز مولاي عبد الله، على الخصوص، إذ يعمدون إلى اعتراض سبيل المسافرين القادمين إلى محطة سيدي بوافي، في الشوارع والدروب، ويقلونهم إلى الوجهات التي يقصدونها، مثل الجرف الأصفر، ومولاي عبد الله، وجمعة أولاد غانم، وسيدي عابد، والواليدية. وأضاف أن نقابة السائقين بالجديدة، كان لها لقاءات مع رئيسي الأمن العمومي، والهيئة الحضرية بأمن الجديدة، لم تسفر عن أية نتائج مثمرة. وفي ظل هذا الوضع احتدم الصراع مع سائقي مولاي عبد الله. أدى هو ثمنه، نظرا لأنه كان يبلغ قاعة المواصلات والمسؤولين الأمنيين، عن التجاوزات، التي ما فتئ يرتكبها بعض سائقي مولاي عبد الله، وأصحاب النقل السري، ما كان يحتم في حينه تدخل شرطة المرور، التي كانت تتخذ الإجراءات الردعية اللازمة، في حق المخالفين، الذين كان يجري ضبطهم في حالة تلبس. وبات أحمد كراطي، يشكل من ثمة تهديدا حقيقيا على مصالح سائقي مولاي عبد الله، والذين عمد اثنان منهم إلى تنفيذ عملية اختطافه، إذ اعترض السائقان سبيل أحمد كراطي، بمحطة للازهرة، وأرغماه على الركوب، على مرأى من المواطنين، إلى داخل "طاكسي" كبير. وتوجها صوب "غويبة" بضاحية قرية مولاي عبد الله، وكان أحدهما يضع على عنقه سكينا، مازالت آثاره بادية، فيما كان الآخر يتولى السياقة. وعلم كراطي، من خلال الحديث الذي دار بينه والمختطفين، أنهما صمما على قتله، والتمثيل بجثته، ورميها في بئر بالجرف الأصفر. وظلا يحتجزانه لأزيد من 3 ساعات. ولإنقاذ حياته، فتح باب الخلفي ل"الطاكسي"، في محاولة يائسة للهرب، إلا أن أحد المختطفين، أمسك به بقوة من رأسه، في حين كانت رجلاه "تتجرجران" على الطريق، والدماء الغزيرة تسيل منهما. وتدخل العشرات من المواطنين، وحاصروا المختطفين داخل العربة، التي اضطرت للتوقف. إلا أنهما لاذا بالفرار، قبل حضور عناصر الدرك الملكي، الذين باشروا المعاينة والتحريات. وانتدبت سيارة للإسعاف تابعة لجماعة مولاي عبد الله، نقلت الضحية، في حالة صحية حرجة، إلى مصحة خاصة بالجديدة. ورافقه دركيان، استمعا، بداخل سيارة الإسعاف، إلى تصريحاته علاقة بنازلة الاختطاف، والاعتداء، ومحاولة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد، التي دوناها في محضر قانوني.