خاض سائقو سيارات الأجرة الكبير بالجديدة، صباح الأربعاء الماضي، وقفة احتجاجية غاضبة، الثانية في ظرف أسبوع، أمام استئنافية الجديدة، على خلفية اختطاف زميل لهم، الأربعاء ما قبل الماضي، على يد سائقين من مركز مولاي عبد الله، ومحاولة تصفيته الجسدية، على طريقة المافيا الإيطالية.وقفة سابقة لسائقي الطاكسيات بالجديدة (خاص) رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وصور الملك، ورددوا شعارات تطالب النيابة العامة بتفعيل القانون، في حق المختطفين. وجاءت التظاهرة، التي انخرط فيها الضحية أحمد كراطي، الذي جيء به محمولا، رغم حالته الصحية الحرجة، (جاءت) متزامنة مع تقديم الضابطة القضائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، للمشتبه بهما، أمام الوكيل العام باستئنافية الجديدة، الذي تابعهما من أجل الاختطاف والإيذاء العمد، وأحالهما، بعد وضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي، على قاضي التحقيق، الذي حدد تاريخ 30 دجنبر الجاري، موعدا لاستئناف جلسات التحقيق التفصيلي. وعلمت "المغربية" أن الصراع احتدم، أخيرا، بين سائقي الطاكسيات بالجديدة، والذين يتخذون من ساحة ب "للازهرة"، محطة عشوائية لانطلاقهم ووصولهم، وبين سائقي الطاكسيات بمركز مولاي عبد الله، الذين يقفون في قفص الاتهام، لعدم احترامهم القانون، ولدخولهم في تنافسية غير شريفة، في ظل حياد السلطات الأمنية والمحلية، إذ يعمدون، حسب الشهادات التي استقتها "المغربية"، إلى وضع المسافرين الذين يقلونهم من إقليمالجديدة، في أماكن غير تلك المسموح بها، ومن ثمة يقومون بجولات عبر شوارع ودروب الجديدة، "لاصطياد" الركاب، دون المرور عبر المحطة الطرقية لسيدي بوافي، التي تحتم انتظار الدور. عملية الاختطاف في ظل الأجواء المشحونة، قام سائقان من جماعة مولاي عبد الله، الأربعاء ما قبل الماضي، باختطاف سائق من الجديدة، ويدعى أحمد كراطي، الذي يشغل منصب الكاتب العام لنقابة الطاكسيات بالجديدة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. حاول المختطفان تصفيته الجسدية. ما حذا بزملائه الوافدين من المحطات الطرقية بالجديدة (محطات سيدي بوافي، وسيدي يحي، وأحفير، والمستقبل..)، إلى خوض وقفتين احتجاجيتين غاضبتين، في ظرف أسبوع، أمام استئنافية الجديدة، التي كانت جنباتها تغص برجال الأمن والاستعلامات و"الديستي"، وممثلي السلطات المحلية. وعرقل المتظاهرون حركات السير والجولان في محيط المحكمة. ولتقصي حقيقة ما جرى، انتقلت "المغربية" إلى المصحة التي كان يخضع داخلها الضحية أحمد كراطي، للعناية الطبية المركزة، الذي كان محاطا بزوجته وصغيريه، وبالعديد من زملائه، الذين جاءوا ليطمئنوا عليه. وفي الشهادة التي أدلى بها للجريدة، أفاد أن النقابة التي يشغل فيها مسؤولا، قامت، أخيرا، بعدة وقفات احتجاجية، للتنديد بخرق القانون، وعدم التقيد ب "النوبة" من قبل سائقي سيارات الأجرة الكبيرة، بمركز مولاي عبد الله، على الخصوص، الذين يعمدون إلى اعتراض سبيل المسافرين القادمين إلى محطة سيدي بوافي، في الشوارع والدروب، ويقلونهم إلى الوجهات التي يقصدونها، مثل الجرف الأصفر، ومولاي عبد الله، وجمعة أولاد غانم، وسيدي عابد، والواليدية. وأضاف أن نقابة السائقين بالجديدة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كان لها لقاءات مع رئيسي الأمن العمومي، والهيئة الحضرية بأمن الجديدة، لم تسفر عن أية نتائج مثمرة. احتدام الصراع في ظل الوضع الذي بقي على ما كان عليه، احتدم الصراع مع الإخوة الأعداء، سائقي مولاي عبد الله، ما جعل الضحية مستهدفا، حسب شهادته، كونه كان يبلغ قاعة المواصلات والمسؤولين الأمنيين، عن التجاوزات، التي ما فتئ يرتكبها بعض سائقي مولاي عبد الله، وأصحاب النقل السري. ما كان يحتم في حينه تدخل شرطة المرور، والتي كانت تتخذ الإجراءات الردعية اللازمة، في حق المخالفين، الذين كان يجري ضبطهم في حالة تلبس. وبات أحمد كراطي يشكل تهديدا حقيقيا على مصالح سائقي مولاي عبد الله، والذين عمد اثنان منهم إلى تنفيذ خطة إجرامية مدروسة، إذ قاما، صباح الأربعاء ما قبل الماضي، باعتراض سبيله، بمحطة للازهرة، وأرغماه على ركوب طاكسي كبير، وتوجها به صوب "غويبة"، في ضاحية قرية مولاي عبد الله، وكانا أحدهما يضع سكينا على عنقه، فيما كان الآخر يتولى السياقة. علم الضحية كراطي من خلال الحديث الذي دار بين المختطفين، أنهما صمما على قتله، والتمثيل بجثته، ورميها في بئر بالجرف الأصفر. وظلا يحتجزانه لأزيد من 3 ساعات، ولإنقاذ حياته، فتح الباب الخلفي للطاكسي، في محاولة يائسة للهرب، إلا أن أحد المختطفين أمسك به بقوة من رأسه، في حين بقيت رجلاه ترتطمان على الإسفلت بالطريق الساحلية، والدماء الغزيرة تسيل منهما. وتدخل العشرات من المواطنين، وحاصروا المختطفين داخل العربة، التي اضطرت للتوقف. إلا أنهما لاذا بالفرار، قبل حضور عناصر الدرك الملكي، الذين باشروا المعاينة والتحريات. وانتدبت سيارة للإسعاف تابعة لجماعة مولاي عبد الله، نقلت الضحية، في حالة صحية حرجة، إلى مصحة خاصة بالجديدة. ورافقه دركيان، استمعا بداخل سيارة الإسعاف، إلى تصريحاته علاقة بنازلة الاختطاف، والاعتداء، ومحاولة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد، التي دونوها في محضر قانوني.