وصل عدد المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقها سنة 2005، إلى غاية يوليوز 2009، 18 ألفا و775 مشروعا، استفاد منها بشكل مباشر 4.6 ملايين مواطن، بغلاف مالي بلغ 11.13 مليار درهم، وبلغت مساهمة المبادرة فيه 6.5 ملايير درهم. مشروع الأركان وفر دخلا قارا للنساء بأكادير وبلغ عدد المشاريع المدرة للدخل، ضمن إجمالي المشاريع المنجزة، 2600 مشروع، بغلاف مالي بلغ حوالي 900 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بحوالي 60 في المائة، دون احتساب المشاريع الأخرى، التي تجري المساهمة فيها، لتعزيز العديد من الأنشطة المدرة للدخل. وأعلنت نديرة الكرماعي، العامل المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الخميس الماضي، خلال كلمة لها، في إطار "الخميس الإعلامي للمبادرة"، الذي نظم بالمركز الاجتماعي والتربوي بسلاالجديدة، أن التنسيقية الوطنية شكلت لجنة لتفعيل التوجيهات الملكية السامية، التي تضمنها الخطاب السامي لعيد العرش، موضحة أن هذه التوجيهات تتمثل في "الالتقائية، والتقييم، ودعم الأنشطة المدرة للدخل". واستؤنفت لقاءات "الخميس الإعلامي للمبادرة"، بإعطائها نفسا جديدا، أخرجها من طابع الإقليمية، لتلبس حلة الجهوية، وانطلقت بتنظيم اللقاء الحادي عشر، بجهة الرباط - سلا-زمور- زعير، تحت شعار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فضاء للتبادل، من أجل تثمين أفضل للتجارب"، قصد تعزيز ثقافة الحوار والمشاركة والشفافية، مع تبادل التجارب والخبرات بين جميع الفاعلين المحليين في مجال التنمية البشرية. وكانت لقاءات الخميس الإعلامي تجمدت، مع انطلاق الانتخابات الجماعية، خلال يونيو الماضي، مخافة استغلال مشاريع المبادرة في أغراض سياسية. وبخصوص عمليات الافتحاص والمراقبة، قالت الكرماعي ل"المغربية"، إن "هناك مراقبة دائمة ومستمرة من قبل لجن وزارة المالية ووزارة الداخلية، وباقي الشركاء، لكل صغيرة وكبيرة في مشاريع المبادرة"، موضحة أن نتائج هذه الافتحاصات تصدر في تقارير دورية، وتنشر، بشكل شفاف، على الموقع الإلكتروني للمبادرة. وعلقت على الأمر بالقول "المبادرة نقية، وستبقى كذلك". وأضافت أن مشاريع المبادرة لا تحل محل دور القطاعات الحكومية، بل هي مكملة لمجهوداتها، وتواكبها في جميع المجالات، مشددة على أن فلسفة المبادرة وفرت الكرامة للمستفيدين، من خلال منحهم مسؤولية التدبير وابتكار مشاريع تلبي حاجياتهم، وتعزيز ثقافة الثقة في النفس لديهم. وذكرت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن المنتخبين، ومكونات النسيج الجمعوي، والمصالح المركزية، يضطلعون بدور أساسي في إنجاز مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزة أن لقاءات "الخميس الإعلامي للمبادرة" تمكن من تقييم نتائج المبادرة، وانعكاساتها الإيجابية على المستفيدين، وتبادل التجارب والخبرات. وعلى صعيد جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، بلغ عدد المشاريع المنجزة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاق المبادرة، ما مجموعه 1148 مشروعا، بغلاف مالي إجمالي قدره 900 مليون سنتيم، بلغت مساهمة المبادرة فيه 600 مليون درهم. وقال العلمي الزبادي، في كلمة، خلال اللقاء، إن الخميس الإعلامي يعد فرصة لتبادل التجارب والخبرات لترجمة فلسفة هذا الورش الملكي الكبير، الذي يعد ورشا دائما وليس مرحليا. وأوضح العامل الزبادي أن "التوجيهات الملكية السامية تعتبر خارطة طريق للجماعات المحلية، لتسطير مشاريع في إطار التنمية المحلية"، مؤكدا أن "فلسفة المبادرة منفتحة على جميع المشاريع، وما على الجمعيات إلا الاجتهاد في اقتراح مشاريع تعنى بخلق فرص للشغل، والمبادرة مستعدة لتمويلها". وطالبت بعض تدخلات الفاعلين المحليين العاملين في مجال التنمية البشرية بضرورة ضمان استمرارية المشاريع، والاهتمام بالعنصر البشري، وتقوية دور القطاع الخاص في دعم مشاريع المبادرة، ودعم التنشيط الثقافي، وضمان استمرارية اللقاءات التواصلية، بهدف تبادل التجارب والخبرات. من جانبهم، أثار بعض المستفيدين من مشاريع المبادرة مشكلة تسويق منتوجاتهم، وطالبوا الجهات المختصة بإيجاد طريقة لتسويق منتوجاتهم، حتى تكون نتائج المشاريع التنموية ذات مردودية جيدة على الجميع.