دعا المشاركون في الندوة العربية حول " الحرية في الأدب النسائي"، النقاد العرب إلى تجديد آليات اشتغالهم على الإبداع النسائي العربي، وإلى النظر إلى إبداع المرأة في أدبيته، بعيدا عن كل الحسابات الأخلاقية والتصنيفات والنعوتات، التي تدين المبدعاتفاطمة حاجي وتعتقد أن كل ما تكتبه المرأة هو من قبيل السيرة الذاتية، أو أنه لا قبل لها به، لأن الذي يقف وراءها هو الرجل، وفي هذا الباب حالات عديدة من المبدعات العربيات، اللواتي ما زلن للآن يقذفن بالكثير من النعوت، ويجري التنقيص من قيمتهن. كما دعت الناقدة الليبية فاطمة الحاجي، رئيسة وحدة الترجمة بالمؤسسة العامة للثقافة وعضوة هيئة تدريس بجامعة الفاتح بليبيا، الباحثات العربيات إلى الاهتمام أكثر بالنقد، لأنهن الأقرب إلى الإبداع الذي تكتبه المرأة، خاصة أن النقد سلطة، وأن المرأة إذا تمكنت من امتلاك هذه السلطة، فإنها يمكن لها أن تحرر إبداعها من العديد من الأيقونات والمناهج، التي تدجن الإبداع النسائي، وتجعله عملا دونيا تاليا للإبداع، الذي ينتجه الرجل، هذا مع العلم أن التاريخ العربي يشهد للنساء ببعض الأعمال، فيما يظل البعض الآخر غير معلن عنه، لم يصلنا منه إلا النزر القليل، مثل ما حدث مع الشاعرة الخنساء، التي لم يصلنا من إبداعها إلا ما كتبته في باب الرثاء. وأضافت الحاجي أن الإبداع النسائي العربي خطا خطوات مهمة، لكن النقد العربي لا يتابعه، وقالت نحن بحاجة إلى نقد متجرد عن التنورة، نقد جاد بناء وخلاق يحلل النص ويؤصل للأجناس الأدبية، وهو النقد المبني على المعرفة المعمقة في الفلسفة، وعلم الجمال، وغيرها من المعارف والعلوم". وأشارت الحاجي، التي تحدثت مساء أول أمس، الثلاثاء 24 نونبر الجاري، بالعاصمة الليبية طرابلس، في اختتام الندوة العربية حول "الحرية في الأدب النسائي"، التي نظمتها المؤسسة العامة للثقافة، بمبادرة من أديبات وكاتبات ليبيات، وبمشاركة أدباء ونقاد من المغرب، والعراق، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وتونس، والجزائر، وسوريا، والأردن، وفلسطين، واليمن، وقطر، ولبنان، وعمان، والبحرين، وليبيا، إلى أن تكون هذه الندوة السنوية، وأن تحتضنها في كل مرة دولة عربية، أو أن يجري الاتفاق على عقدها باستمرار في ليبيا، بلد انطلاق الندوة، التي أبدت مؤسستها العامة للثقافية استعدادها لدعمها، لأنها تضع من ضمن أولوياتها ومشاغلها، الاهتمام بمفهوم الحرية والإبداع في كافة مجالاتها وفروعها، ومنها أدب المرأة، الذي يمثل أحد الجوانب المهمة في الحياة الثقافية. وأضافت الحاجي أن ندوة "الحرية في الأدب النسائي" جاءت تتويجا لهذا الاهتمام بالكتابة الكاشفة لمناطق ماتزال مجهولة في أدبنا، كتابة رافضة ومعترضة على جميع أشكال الاستلاب وطمس الحرية، والأقنعة والقوالب الجاهزة.