تحتضن العاصمة الليبية طرابلس من 22 إلى 24 نونبر الجاري، ندوة عربية حول موضوع "الحرية في الأدب النسائي"رزان نعيم مغربي ويجري تنظيم التظاهرة من طرف مجموعة من المثقفات والكاتبات الليبيات، تحت إشراف المؤسسة العامة للثقافة بليبيا، وتشارك فيها مجموعة من الكاتبات والكتاب من العالم العربي والمغرب. وتتوزع محاور الندوة، التي تهدف إلى تسليط الضوء على إشكالية من الإشكاليات، التي يعرفها الأدب النسائي في العالم العربي، وهي الحرية في الكتابة والإبداع لدى المرأة، إلى إشكالية الحرية في الأدب النسائي في شقيها المتعلقين بالذات وإشكالية الهوية وتقاطع الذوات في الكتابة، والجسد كقضية وأداة تعبير، والتخيل الأنثوي للذكورة، عبر التطرق للصورة في الأدب النسائي للذكورة، وأشكال حضورها على مستوى اللغة والبناء التجريبي، ثم المحرمات في الأدب النسائي، والسلطة النقدية وطريقة تناول الأدب النسائي، وغياب النقد النسائي. خلق الإنتاج الإبداعي النسائي العربي في السنوات الأخيرة تراكما مهما، وأصبحت إنتاجاته، سواء القصصية أو الروائية أو الشعرية، تثير الكثير من الإشكالات، لاقتحامه كثيرا من مناطق الظل، وتكسيره العديد من الطابوهات، إذ أضحى هذا الأدب نتاجا لمتخيل اجتماعي، وتعبيرا عن التحولات التي تعرفها المجتمعات العربية ككل، فلم تعد المرأة العربية تنكب على ذاتها وهمومها فقط، بل أصبحت تنبش حتى في قضايا، كانت في السابق يستحيل عليها الاقتراب منها، لأنها عوامل ذكورية بامتياز، وخير دليل على ذلك ما قامت به القاصة المغربية ربيعة ريحان في نصها القصصي "ذكورة"، الذي كشفت فيه عن عوالم ذكورية بقلم نسائي، إذ يستحيل على من لم يقرأ اسم الكاتب أن يخمن بأن صاحبة النص امرأة، للتفاصيل الدقيقة الواردة فيه، والمتعلقة بأجواء الطفولة الذكورية. هذا ناهيك عن نصوص أخرى لكاتبات عربيات، تجرأن على فضح العديد من الممارسات والسلوكيات عبر الكتابة، وتجرأن على كسر المألوف والسائد. تباينت الآراء حول مدى تقبل هذا الأدب وحول أدبيته، وها هو المجال يفتح من خلال هذه الندوة لتناول موضوع الحرية في هذا الأدب، فهل الأديبات العربيات فعلا حرات في تناول مواضيع حساسة، تمسهن وتمس مجتمعاتهن؟ وهل الحرية هي البلوغ بالأدب إلى درجة الميوعة والابتذال؟ تلك بعض من الأسئلة، التي سيجري تناول في هذه الندوة العربية، التي اختارت أديبات وكاتبات ليبيات، وعلى رأسهن الكاتبة رزان نعيم المغربي، تنظيمها بليبيا، واستدعاء كاتبات وكتاب عرب، لمطارحة القضايا والإشكالات، التي أصبح الأدب النسائي يثيرها باستمرار، والتي مازال النقد العربي عاجزا أو متكاسلا في مسايرة الكثير منها.