بدت الإعلامية ماريا ضعيف، عضو لجنة تحكيم "موبيل فيلم فيستيفال"، (بدت) متفائلة بمشاركة الشباب المغربي في التظاهرة السينمائية "موبيل فيلم فيستيفال"، إذ أكدت أنه بعد شهر عن انطلاق المسابقة، تلقت اللجنة المنظمة عشرات الأفلام الراغبة في الانخراط.ماريا ضيف وأكدت ماريا أن فيلما لا يتجاوز دقيقة عبر الهاتف المحمول، ليس بالشيء الصعب بالنسبة إلى المغاربة، المعروفين باستعمالاتهم المختلفة للهواتف المحمولة، خاصة في ما يتعلق بتقنية التصوير وتبادل الأفلام المسجلة عبر تقنية "اليوتوب". عن المهرجان وظروف مشاركتها في عضوية لجنة التحكيم، وكذا الجوائز المخصصة للفائزين في المسابقة، كان لماريا مع "المغربية" الحوار التالي: ماذا تعني لك عضوية لجنة تحكيم التظاهرة السينمائية "موبيل فيلم فيستيفال"؟ لم أتردد في قبول عرض المشاركة في عضوية لجنة تحكيم "موبيل فيلم فيستيفال"، لأنني تعرفت على هذه التظاهرة الفنية في نسختها الفرنسية، وأعجبت كثيرا بالفكرة، لأنها مسابقة مفتوحة في وجه العموم، إذ باستطاعة أي شخص المشاركة فيها، المهم أن تتوفر فيه شروط الخلق والإبداع، وهي طريقة لعولمة الثقافة والفن، وإلغاء فكرة انحصاره على فئة معينة تملك القدرة المادية لإنجاز فيلم. وأنا واثقة من أن هذه المسابقة الفنية ستجعلنا نكتشف مواهب مغربية كثيرة في مجال الإبداع السينمائي. كيف جاءت فكرة تنظيم مهرجان من هذا النوع في المغرب؟ إنه مهرجان عالمي، سبق تنظيمه في باريس وبرلين، وقررت وكالة الإنتاج الفني "آرت أوب" تنظيمه في المغرب، بعد أن سمعت عن نجاحه في تجارب أجنبية سابقة، خاصة أن الفكرة غريبة ومن شأنها أن تحرك فضول المواطن المغربي، المطالب بتصوير فيلم عبر الهاتف المحمول في دقيقة واحدة. في رأيك، لماذا اختيار المغرب بغض النظر عن أي دولة عربية أخرى؟ المعروف أن المغاربة يستعملون الهاتف المحمول في أشياء أخرى عديدة، بعيدة عن الاتصال أو تلقي المكالمات، إذ يلتقطون صورا أو يسجلون مواقف طريفة عبر الكاميرا المدمجة في أجهزة الهواتف المحمولة، كما يتبادلون مشاهد مصورة عن طريق تقنية "البلوتوت"، فمن الطبيعي أن يحاولوا خوض التجربة لمعرفة قدراتهم في تكوين صورة متكاملة، تستطيع إقناع لجنة تحكيم المهرجان. والدليل أننا بعد شهر على انطلاق المسابقة، سجلنا العشرات من المشاركات، التي تترجم الإقبال الجماهيري الكبير على هذه التظاهرة الفنية. من جهة أخرى، أرى أن اختيار المغرب دونا عن أي بلد آخر، راجع بالأساس إلى عشق المنظمين لهذا البلد، ومعجبون بالثقافة المغربية. ماهي المعايير التي ستعتمدها لجنة تحكيم المهرجان في اختيار الفائزين؟ تتجلى أهم الشروط الواجب توفرها في الأفلام المسجلة المشاركة، في ضرورة احترام التوقيت المحدد، وهو دقيقة واحدة، إذ يعتبر احترام وقت الفيلم المنجز من أهم خصائص السينما في العالم، وليس في المغرب فقط، علما أن المدرسة الأولى للمخرجين المغاربة في السينما هو الفيلم القصير. وسنعتمد بالأساس في اختيار الفيلم الفائز، على الشكل العام للفيلم، ومدى لمسه لشعور المتلقي، سواء من خلال اعتماد الكوميديا أو التراجيديا في تصوير الفيلم. ولا تشترط المسابقة بالضرورة توفر الفيلم المسجل على عناصر البداية والعقدة والنهاية، فنحن سنطبق في هذه التظاهرة المثل القائل: "ما قل ودل". ما قيمة الجوائز المخصصة للفائزين؟ خصصت الجهة المنظمة للمهرجان، ثلاث جوائز للفائزين في المسابقة، جائزة أحسن سيناريو، وجائزة مدارس السينما والجائزة الكبرى للجنة التحكيم. وسيحصل الفائز بالجائزة الكبرى على جهاز حاسوب، في حين سيفوز المشترك الثاني بتدريب خاص في أحد المعاهد السينمائية المعروفة، أما الجائزة الثالثة فهي عبارة عن تدريب عملي في أحد أفلام المخرج نور الدين الخماري، الذي يترأس لجنة تحكيم المهرجان. هل تظنين أن دقيقة واحدة كافية لتقديم فيلم يشتمل على العناصر الفنية، الواجب توفرها في أي عمل؟ الأفلام القصيرة، لم تعد شيئا غريبا عن المواطن المغربي، خاصة في فئة الشباب، إذ اعتادت هذه الأخيرة على التعامل بتقنيات التصوير الحديثة، خاصة تقنية "اليوتوب". بالإضافة إلى أن شبابا كثيرين نالوا جوائز عديدة في مسابقات دولية مماثلة، ويشاركون باستمرار في مواقع مثل "الفيس بوك" و"اليوتوب" اللذين يعتمدان بالأساس على الأفلام القصيرة، التي لا تتجاوز مدتها أحيانا الدقيقة. هل من الممكن تطوير الفكرة لتمديد مدة الأفلام المشاركة في دورات لاحقة؟ فكرت الجهة المنظمة في فتح المجال لشكل آخر من المسابقة، خلال العام المقبل، ونتمنى أن تحقق هذه الدورة النجاح المطلوب، وأن تحظى بتجاوب من طرف المواطنين المغاربة.