ودعت مدينة الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "موبيل فيلم فيستفال"، المخصص لأفلام منجزة من قبل مجموعة من الشباب، عبر الهواتف المحمولة في ظرف دقيقة واحدة.وتميزت هذه التظاهرة المنظمة من قبل وكالة الإنتاج الفني "أرت أوب"، بتقديم المشاركات عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان، خلال الفترة الممتدة ما بين 5 أكتوبر الماضي و3 دجنبر الجاري. وأبرز، كلوتير طومازو، المسؤول عن وكالة "أرت أوب" ومدير المهرجان، ل"المغربية"، أن مهرجان "موبيل فيلم فيستفال"، عرف مشاركة متميزة لأعداد كبيرة من الشباب المغربي، الذين سخروا الهاتف المحمول في إنجاز أفلام تتمحور حول القضايا الاجتماعية الراهنة. وأضاف كلوتير، أن لجنة الانتقاء اختارت 50 فيلما من بين 180 فيلما، استقبلها الموقع الإلكتروني للمهرجان على مدى شهرين، مبرزا في الآن ذاته أن المهرجان تميز أيضا بمشاركة واسعة للجمهور، الذي صوت بقوة على الموقع الإلكتروني للتظاهرة لصالح الأفلام المشاركة، وهو ما يعكس تواصل الجمهور مع التظاهرة. وترأس لجنة التحكيم، المخرج المغربي نور الدين لخماري، وضمت في عضويتها كلا من الإعلاميتين، ماريا الضعيف، وعبلة عبابو، ومحمد بوصفيحة الملقب ب"مومو" منشط بإذاعة "هيت راديو"، بالإضافة إلى الممثلة مريم الراوي، والمخرج محمد أشاور. وعن المعايير التي ميزت عمل لجنة التحكيم، أبرزت ماريا الضعيف، عضوة لجنة التحكيم ل"المغربية"، أنها تجلت أساسا في احترام الأفلام المشاركة للتوقيت المحدد، وهو دقيقة واحدة، إذ يعتبر احترام وقت الفيلم المنجز من أهم خصائص السينما في العالم، وليس في المغرب فقط، علما أن المدرسة الأولى للمخرجين المغاربة في السينما هو الفيلم القصير. بالإضافة إلى الشكل العام للفيلم، ومدى لمسه لشعور المتلقي، سواء من خلال اعتماد الكوميديا أو التراجيديا في تصوير الفيلم. من جهته قال الممثل المغربي، إدريس الروخ، خلال حضوره حفل تتويج الفائزين، إن المهرجان سيمثل بوابة أمام الشباب، نظرا للمدة الزمنية المتفق عليها، بالإضافة إلى وسيلة التصوير المستعملة. مبرزا أنها تعد فرصة سانحة أمام الشباب لإبراز مواهبهم وقدراتهم في المجال السينمائي، الذي أضحى يعرف حركية مستمرة بالمغرب. وستعزز المسابقة الرسمية، السنة المقبلة، بمشاركة المدارس المتخصصة في التكوين السينمائي بالمغرب، وهو ما سيعطي للمشاركات طابعا احترافيا، خاصة أن المتنافسين سيكون لهم نظرة تكوينية واسعة، حسب ما أشار إليه المنظمون في ختام هذه التظاهرة. وكان الفيلم القصير "الكابوس" لمخرجه أيوب قطبي، توج بالجائزة الكبرى، للدورة الأولى لمهرجان "موبيل فيلم فيستفال". وهو الفيلم الذي توج أيضا بجائزة أحسن سيناريو. وعادت جائزة الجمهور، الفيلم "أليرت" لزكرياء سيسو، وتمكن فيلم "أوليمان" لمخرجه علاء الدين الشامي، من انتزاع جائزة لجنة التحكيم الخاصة، في ما نوهت اللجنة بفيلم "كناوي موسيون" لمخرجه خليل منشيد. وضمنت اللجنة المنظمة للتظاهرة، حسب قانون المهرجان، للشباب المشارك إمكانية التعامل مع المخرجين المغاربة في أعمالهم المقبلة، كما تلاءمت طبيعة المشاركة مع القانون رقم 78.17 المحدث في 6 يناير 1978، الخاص بضمان الحريات العامة. وسيشارك غالبية المتوجين في تدريب ميداني في الفيلم السينمائي الجديد للمخرج المغربي نور الدين الخماري، المقرر أن يشرع في تصويره السنة المقبلة. وكان المهرجان دعم من قبل العديد من الشركاء من بينهم اتصالات المغرب، وإذاعة هيت راديو، والقناة الثانية "2M"، بالإضافة إلى مجموعة "ماروك سوار". يذكر أن مهرجان "موبيل فيلم فيستفال"، ينظم بالمغرب كأول بلد عربي يتبنى هذه الفكرة بعد العديد من الدول الأوروبية، من بينها فرنسا والنرويج وإسبانيا وألمانيا.