فر بادو الزاكي، من استفسارات الصحافيين، وتحاشى أسئلتهم المحرجة، كما فر من عدد من الأنصار الذين باشروه بالعتابالجيش الملكي في الطريق إلى استعادة بريقه (كرتوش) إذ بمجرد إعلان الحكم عبد الله الضحيك، عن نهاية المباراة بفوز فريق الجيش الملكي، على ضيفه نادي الوداد البيضاوي بنتيجة 1-0، حتى هرول الزاكي مسرعا نحو سيارته، متجها إلى مدينة الدارالبيضاء، دون إعطاء الفرصة لرجال الإعلام لأخذ ارتساماته عقب المباراة، وهو الأمر الذي أضحى اعتياديا من الناخب الوطني السابق، كلما كانت النتيجة في غير صالح الوداد. وعبر البلجيكي والتر ماوس، مدرب فريق الجيش الملكي، عن سعادته بتحقيق الفوز أمام الوداد البيضاوي، معتبرا إياه تتويجا للجهود التي يبذلها منذ بداية البطولة، إذ أوضح أن الحظ كان يعاكس لاعبيه، ما جعل فريقه يدخل في مرحلة الشك، بعدما استعصى على مهاجمي الفريق إحراز أي هدف منذ بداية البطولة، وتمنى ماوس، أن يكون الفوز على الوداد، بمثابة انطلاقة جديدة للفريق من أجل تحقيق نتائج إيجابية في الدورات المقبلة، كما تحدث ماوس، عن رغبته الكبيرة في تحقيق أول لقب مع الفريق العسكري، في إشارة واضحة إلى نهاية مسابقة كأس العرش التي ستقام في 18 نونبر الحالي، التي ستجمع فريق الجيش الملكي، بجاره فريق الفتح الرياضي. وجاءت فصول المباراة، مثيرة ومشوقة، خصوصا أن نسق اللعب كان سريعا، وهو المعطى الذي كرسه المدربان، باعتمادهما على المرتدات السريعة، ما جعل اللعب سجالا بين الفريقين، خصوصا أن الصراع احتدم في وسط الملعب، الذي شهد معركة حقيقية بين اللاعبين. انطلق الشوط الأول من المباراة قويا، إذ بادر الفريق العسكري إلى تهديد مرمى كريم فكروش، الذي اعتمده الزاكي رسميا في هذه المباراة، عبر تسديدة المهاجم جواد وادوش، مرت محاذية، ولم يتأخر لاعبو الجيش الملكي في معاودة الكرة، لكن هذه المرة كانت النجاعة حاضرة عن طريق رأسية الوافد الجديد محمد جواد، الذي تمكن من إحراز أول أهداف المباراة، عقب هزمه للحارس فكروش، وأرغم الهدف لاعبي الوداد على الخروج من مواقعهم، والمبادرة بالهجوم، بحثا عن إحراز هدف التعادل، ما استغله لاعبو الجيش الملكي، باعتماد خطة المرتدات السريعة، التي أقلقت راحة المخضرم هشام اللويسي، الذي عانى كثيرا التفوق البدني للمهاجم العسكري، جواد وادوش، وامتلك لاعبو الوداد الكرة لأكبر فترة ممكنة، لكن دون بلوغ مرمى الحارس خالد العسكري، الذي تألق في إحباط جل محاولات عناصر المدرب الزاكي. ورغم امتلاك الفريق البيضاوي الكرة في أغلب فترات المباراة، إلا أن رعونة وتسرع مهاجمي الوداد، جعلت الفريق الأحمر يخرج خاوي الوفاض من مباراة "الكلاسيكو"، خصوصا قلب الهجوم مصطفى بيضوضان، الذي أضاع العديد من الفرص التي كانت سانحة للوداديين للحصول على التعادل. ولم تتغير الصورة، خلال مجريات الشوط الثاني من المباراة، رغم محاولة المدربين إضفاء بعض التغييرات على تشكيلتيهما، إذ أقدم مدرب الوداد البيضاوي، بادو الزاكي، على لعب ورقة، خالد البهيج، الذي دخل بديلا للاعب أحمد أجدو، وإقحام فريد العلقاوي، بديلا لبيضوضان، الذي لم يكن موفقا، وأمام هذه المناورات التكتيكية لبادو الزاكي، عمل البلجيكي والتر ماوس، على تغيير نهجه التكتيكي، باعتماد مهاجم واحد وتفعيل الأجنحة، بإقحام كل من المهدي الباسل، وعبد الرزاق لمناصفي، بديلين لهداف المباراة محمد جواد، وعبد الرحمان لمساسي، قبل أن يقحم صانع الألعاب أمين قبلي، في محاولة منه لإراحة عصام الراقي، الذي بذل مجهودا كبيرا طيلة المباراة. ولم تنجح التغييرات التي أقدم عليها الزاكي، التي حاول من خلالها بلوغ نتيجة التعادل، في حين نجح ماوس، في إحباط جل محاولات فريق الوداد البيضاوي، بل كاد الاعتماد على الأجنحة أن يزكي نتيجة فوز الفريق العسكري بهدف ثان، خصوصا من خلال تسربات اللاعب المهدي الباسل، الذي شكل خطورة كبيرة على مدافعي الوداد البيضاوي. ومع مرور الوقت ظهر أن لاعبي الوداد راضون بالنتيجة، وهو ما استشعره جمهور الفريق الأحمر، الذي عبر عن سخطه بتوجيه وابل من السب والشتم، لمدرب الفريق بادو الزاكي، وبقية اللاعبين، قبل أن يعلن الحكم عبد الله الضحيك، عن نهاية المباراة بفوز فريق الجيش الملكي، على غريمه التقليدي الوداد البيضاوي، بنتيجة 1-0، وبهذه النتيجة رفع الفريق العسكري، رصيده من النقاط إلى 9، ما جعله يرتقي للمركز العاشر، فيما توقف رصيد الوداد عند 14 نقطة.