هزيمة الوداد أمام الجيش الملكي جعلت الإطار الوطني بادو الزاكي يتعامل بعقلية الهاوي، فما أن أعلن الحكم الضحيك عن نهاية المباراة، حتى غادر المركب تاركا تساؤلات الصحافيين معلقة، وتاركا لاعبيه بدون ذلك السند النفسي الذي يحتاجه اللاعب في مثل هذه المواقف. وإذا كان للهزيمة طعم مر في حناجر الوداديين الذين حضروا بالآلاف الى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فإن انتصار العسكريين كان له أكثر من مذاق، الانتصار في واحد من أكبر كلاسيكو بالمغرب، بعد معايشة للنتائج السلبية والإحباط، وبعد أن فقد عشاق الفريق العسكري الأمل في صحوة تعيد الأمجاد، كما أن الانتصار جاء على حساب فريق اسمه الوداد، الذي اعتقد الكثيرون من محبيه أن الانتصار مضمون، وأن القدوم إلى الرباط سيكون لتعميق جراح العسكريين. الفريق العسكري، وهو يقابل الفريق الودادي، أبان أنه تخلص من مخلفات انكسارات الدورات السابقة، وأنه بعث من جديد، وأنه استفاد جيدا من التهيئ النفسي الذي قدم له خلال الإعداد لهذا الكلاسيكو. سلاح العسكريين كان الضغط منذ البداية والحصول على هدف مبكر قادر على تعزيز الاطمئنان النفسي، وقد تمكن من ذلك في الدقيقة 14، بعد أن عرف محمد جواد كيف يستقبل كرة من ركنية مقوسة على المقاس خدعت الدفاع، وهزمت فكروش الذي لم يجد إلا عينيه ليتابع الكرة وهي تعانق الشباك. بعد ذلك والى العسكريون ضغطهم، وأضاع وادوش مايكفي من الأهداف كانت ستثقل شباك فكروش، وأضاع الباسل هدفا كان سيكون قاتلا. أما الوداديون فيظهر أنهم استهانوا بالفريق العسكري إلى درجة لعبوا بدون روح، فكثرت أخطاؤهم، وتعددت محاولاتهم المهدورة بطريقة بدائية، وقد تساءل الجميع كيف عمد الزاكي إلى إخراج أجدو وهو الذي كان دينامو الفريق، كما تساءل الجميع كيف أن لمياغري، هو الذي كان يوجه اللاعبين قبل انطلاقة الشوط الثاني و عند الشوط الأول. كما تساءل الجميع عن تلك السلبية التي تعامل بها الزاكي مع المباراة، رغم كثرة أخطاء لاعبيه. وإذا كانت أخطاء تاكتيكية قد سقط فيها فريق الوداد، فإن ثلاثي التحكيم، الذي قاده عبد الله الضحيك، كان بعيدا عن الخطأ، وعرف كيف يتحكم في المباراة، وكيف يكون قريبا من العمليات، صارما في اتخاذ القرارات، شجاعا في إخراج الإنذارات.