تعادل فريق الوداد البيضاوي مساء يوم الأربعاء أمام ضيفه شباب المسيرة بثلاثة أهداف لمثلها (3/3)، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، برسم اللقاء المؤجل عن الدورة 27 من بطولة الوطني الأول، وأمام جمهور لم يتعد 3500 متفرج، وهي النتيجة التي أفاضت الكأس بعد هزيمة الفريق الأحمر، الأحد الماضي بالخميسات، بالنسبة للمدرب بادو الزاكي الذي أطلق النار على امحمد أوزال وحمله المسؤولية الكاملة لهذا الإخفاق من خلال سوء البرمجة...! راهن الوداد على كسب هذا اللقاء المؤجل من أجل تعزيز رصيده في الرتب المتقدمة، والمنافسة بقوة على احتلال المرتبة الثانية للمشاركة في دوري عصبة الأبطال الافريقية، بعد أن فقد حظوظه في المنافسة على لقب البطولة، في حين حضر لاعبو شباب المسيرة للدار البيضاء بطموحات كبيرة رفقة الإطار الوطني والودادي السابق فخر الدين رجحي من أجل تحقيق نتيجة مشرفة، والحصول ولو على نقطة واحدة للهروب من منطقة ودائرة الحسابات. لم يرق اللقاء إلى المستوى الذي كان يتطلع إليه المتتبعون، وذلك من خلال الحضور الباهت للعناصر الودادية، والعياء الذي ظهر عليها، حيث فاجأهم الزوار بهدف مبكر، مع انطلاق المباراة، وبالضبط في الدقيقة الثانية بواسطة اللاعب باري لحزام بعد تلقيه كرة في العمق من ضربة زاوية، نفذها زميله العلوي الاسماعيلي. وبعد محاولات من جانب الوداد، والتي كانت محتشمة، كاد رفيق عبد الصمد أن يعدل الكفة في الدقيقة العاشرة، إلا أن تسديدته مرت محاذية لمرمى الحارس منصور، لتأتي الدقيقة 27 من هذه الجولة، والتي منحت هدف التعادل للعناصر الحمراء بواسطة اللاعب باسكال من تسديدة قوية على بعد 25 مترا. وكان لإقحام اللاعب الطلحاوي مكان أجراوي خلال الدقائق الأخيرة من مجريات الشوط الأول، الوقع الحسن على الأداء للوداد، والذي مكنه من الوصول لشباب الزوار بواسطة فريد الطلحاوي (د 45)، هدف حرك المدرجات وكذب بعض التكهنات لدى المتتبعين الذين طرحوا عدة أسئلة حول المستوى الذي ظهرت به العناصر الودادية، والذي كان مغايراً ومخالفاً للحضور القوي بالديار التونسية! ليعلن الحكم عبد الله الضحيك من عصبة تادلة عن نهاية الجولة الأولى بتقدم الوداد بهدفين لواحد. الجولة الثانية عرفت انتفاضة أشبال فخر الدين الذين ظهروا بمستوى جيد، حيث بحثوا بكل السبل عن كيفية الوصول إلى مرمى نادر المياغري الذي كان محبطاً ومغايراً لما عرف عليه طيلة الموسم، حيث ظهر منذ بداية الموسم بمستوى عال، ولفت الأنظار، وكان يقظاً في كل المناسبات، ومنح الوداد الفوز في العديد من المباريات. لكن اليوم... وقد تمكن الفريق الضيف من الوصول لمرمى الوداد بواسطة أمين البقالي الذي عدل الكفة من ضربة ثابتة في حدود الدقيقة (51)، وكاد زميله عزيز عثمان أن يعاود الكرة ويهزم لمياغري بعد مرور دقيقتين بعد انسلاله من الوسط، واستغلاله الخطأ الدفاعي الوداد، لكن الكرة مرت محاذية للمرمى. وقد تمكن الوداد بواسطة مصطفى بيضوضان من توقيع الهدف الثالث، إثر انسلاله من الوسط، في محاولة فردية ناجحة (د 71).. ولم تدم فرحة الوداديين إلا ست دقائق، حيث أعلن ممثل العيون عن تسجيل هدف التعادل بواسطة مامادو ديالو (د 77). وقبل دقيقتين من نهاية اللقاء وإثر هجوم ودادي، تم إسقاط الطلحاوي داخل المعترك، أعلن الحكم الضحيك عن ضربة جزاء للوداد، والتي احتج عليها شباب المسيرة بشدة إلى جانب فخر الدين الذي كان هادئاً بدكة الاحتياط خوفاً من الحصول على بطاقة حمراء، وهو في أمس الحاجة للوقوف بجانب اللاعبين في المبارتين المتبقيتين من البطولة. ضربة جزاء أهدرها رفيق عبد الصمد، وأعادت البسمة إلى كل مرافقي ولاعبي شباب المسيرة الذين عبروا عن فرحتهم، لينتهي اللقاء بتعادل الطرفين. تعادل لم يخدم مصالح الوداد، لكنه بالمقابل، يخدم مصالح شباب المسيرة الذي عاد من مركب محمد الخامس بتعادل بطعم الفوز. وعقب نهاية المباراة، عقدت ندوة صحفية أوضح فيها المدرب بادو الزاكي أسباب تراجع الوداد وهزيمة الأحد الماضي بالخميسات، وذلك من خلال إصرار مسؤولي البرمجة على إجراء مباراة الخميسات والوداد في موعدها وعدم تأجيلها. رغم أن العناصر الودادية حلت بمطار محمد الخامس فجر الجمعة، وفي ظروف جد سيئة والكل يعلم ذلك، كما أرجع الزاكي إخفاق الوداد في المنافسات القارية والعربية والوطنية إلى أيادي خفية سماها بالمؤامرة، حيث قال: «هناك مؤامرة من أحد الأشخاص له عداء للوداد وعداء لعمل الزاكي إبان إشرافه على المنتخب الوطني، ويمكن أن أسميه، أوزال بكل صراحة. فقد أجرم في حق كرة القدم المغربية، أجرم في حق المنتخب الوطني، فرحيلي عن المنتخب الوطني جاء بسبب محاربته لي، والأمور واضحة. أتأسف للجمهور الودادي الذي عاش معنا موسما رائعاً، لكن أيادي خفية أو أيادي أوزال ساهمت في عدم تحقيق إنجازات الزاكي والوداد!». أما مدرب شباب المسيرة فقد أشار في كلمته إلى أنه مرتاح لعطاء لاعبيه الذين برهنوا عن أنهم يستحقون مكانتهم ضمن مجموعة الصفوة، وذلك من خلال المستوى التقني الجيد، وتمركزهم داخل رقعة الملعب. أيضاً أوضح أن أرضية مركب محمد الخامس ساهمت هي الأخرى في حضورهم المتميز في مباراتهم ضد الوداد. وبالمقابل، أشار فخر الدين إلى أن أرضية مركب الشيخ الأغضف ساهمت في عرقلة الفريق وفي نتائجه السلبية بسبب عدم صلاحيتها. كما احتج على التحكيم بشدة، وقال بالحرف: «يمكن لي أن أقاتل من أجل إنصاف فريقي، وإذا ما تم إقصاؤه وتعرضه لظلم بعض أصحاب البذل السوداء، الذين يساهمون في إخفاق وتدني بعض الأندية التي تصارع وتجد طيلة الأسبوع».