أشاد المشاركون في الاجتماع الوزاري الاستثنائي الموسع للجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، الذي عقد أول أمس الأحد، بجدة، بالجهود الحثيثة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مع كل الأطراف الدولية الفاعلة..خاصة الرباعية الدولية لإلزام إسرائيل بالتخلي عن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وحملها على العودة إلى طاولة المفاوضات، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات المبرمة بين الأطراف المعنية. ودعا المشاركون في الاجتماع، في بيان أصدروه في ختام أشغالهم، التي خصصت لبحث الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، دول منظمة المؤتمر الإسلامي الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وروسيا، بصفتها عضواً مراقباً في المنظمة، إلى طلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن من أجل بحث انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في القدس واعتداءاتها على المقدسات. وحثوا المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، على التنبه إلى خطورة انتهاكات إسرائيل، وضرورة حملها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومنعها من إجراء أي تغيير جغرافي أو عمراني أو سكاني في مدينة القدس الشريف، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم منازل المواطنين الفلسطينيين، وعمليات التطهير العرقي ضد مواطني المدينة المقدسة الفلسطينيين. كما دعا المشاركون في اللقاء دول المنظمة الأعضاء في المجلس التنفيذي، والمؤتمر العام لليونسكو، إلى العمل على استصدار قرار من اليونسكو لوقف الإجراءات التي تقوم بها دولة الاحتلال، والتي تسعى لتغيير طابع مدينة القدس الثقافي، ومعالمها التاريخية والحضارية. ودعا البيان الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، أيضا، إلى المساهمة العاجلة من خلال صندوق القدس، ووكالة بيت مال القدس الشريف، في تمويل المشاريع الخاصة بالمحافظة على المدينة المقدسة، ودعم صمود أهلها، والحفاظ على طابعها التاريخي العربي والإسلامي، حماية لها من الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويدها. واعتبر المشاركون في الاجتماع أن قضية الحرم القدسي الشريف تشكل خطا أحمر لا يحتمل أي تساهل أو تهاون على الإطلاق، وأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك بأي شكل من الأشكال، سيكون له تداعيات خطيرة جداً لدى العالم الإسلامي، وسيكون من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأدانوا بشدة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، لاسيما في مدينة القدس، والاعتداءات ضد المسجد الأقصى المبارك، وسائر الأماكن المقدسة. وحذروا إسرائيل من مغبة الاستمرار في تكرار اعتداءاتها على مسرى النبي الكريم، وقبلة المسلمين الأولى، مؤكدين أن كل التدابير والإجراءات التشريعية، والإدارية، والاستيطانية الإسرائيلية، الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والديموغرافي والعمراني والتراثي والحضاري لمدينة القدس، تشكل انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية، والمواثيق والأعراف الدولية، لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 465. يذكر أن وفدا مغربيا برئاسة، محمد أوزين، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، شارك في أشغال هذا الاجتماع.